هرطقة البابا
الأخوة القراء
.. لقد رأيت أن أبدأ موضوعا جديدا عبارة عن حلقات متتابعة عن موضوع فضائح البابا شنودة الثالث - بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية – والتي تظهر جلية من خلال التحليل المنطقي الهادئ لمؤلفاته وردوده اللامنطقية الخبيثة التي لا تستند لأي دليل أو قرينة, والتي يخدع بها آلاف النصارى في مصر وخارجها.
فأعتقد أن الوقت قد حان لآلاف النصارى المخدوعين بذلك الأفاق الكاذب المخادع , كي يروا ذلك الشنودة متعريا على حقيقته دون تزييف أو تجميل.
وسأبدأ بالكتاب الذي كتبه شنودة الثالث بعنوان (سنوات مع أسئلة الناس – أسئلة خاصة بالكتاب المقدس) , حيث أتى ذلك البابا بمجموعة من الأسئلة التي ألقاها عليه النصارى كالجمرات في الكنيسة .. وسنلاحظ أيها الأخوة القراء من خلال ردود ذلك البابا على بعض تلك الأسئلة مدى سطحيته وعجزه الكامل عن الرد ولجوئه إلى اللف والدوران والأساليب الرخيصة التي سأكشفها لكم بفضل الله تعالى.
ففي هذا الكتاب الذي هو بعنوان (سنوات مع أسئلة الناس – أسئلة خاصة بالكتاب المقدس) بالصفحة رقم 14 في رده على سؤال .. هل موسى هو كاتب التوراة ؟ .. يذكر شنودة سؤالا على لسان أحد النصارى سؤال من شقين يقول فيه:
السؤال : نحن نعلم أن موسى هو كاتب الأسفار الخمسة الأولى (التوراة) , ولكن ما إثبات هذا الاعتقاد لمن يسألنا ؟ وإن كان موسى النبي هو كاتبها , فكيف ذكر في آخرها خبر وفاته ؟ .. هل يعقل أن يكتب إنسان خبر وفاته بنفسه ؟
وأرجو أن نلاحظ أيها الأخوة القراء أن شنودة الثالث قد بدأ بالإجابة على الشق الثاني من السؤال أولا , وأرجو منكم جميعا أن تتمعنوا في قراءة رده الواهي , وتعليقي عليه كي تحكموا بأنفسكم على ذلك المتحذلق .
يجيب البابا شنودة الثالث على الشق الثاني من السؤال أولا فيقول:
موسى النبي كتب الأسفار الخمسة كلها ما عدا خبر وفاته طبعا (تث 34 : 5-12 ) فهذه الفقرة الأخيرة من سفر التثنية كتبها تلميذه وخليفته يشوع !!! . وكان يمكن أن ترد في أول سفر يشوع الذي بدأ بعبارة " وكان بعد موت موسى عبد الرب … " (يش 1 : 1) … ولكن (رُؤي) من (الأفضل) أن (يُكتب) خبر موت موسى النبي ودفنه في آخر الأسفار الخمسة استكمالا لتاريخ تلك الفترة التي تشمل حياة موسى النبي وعمله , وهو أشهر نبي في تاريخ العهد القديم كله.
انتهى كلام البابا شنودة الثالث في رده على الشق الثاني من السؤال .. وتعليقا عما سبق ما يلي:
1) نلاحظ أن شنودة الثالث قد بدأ إجابته بأسلوب خبيث .. ألا وهو افتراض حدث معين ليس له أي أساس من الصحة , ثم التحدث عنه وكأنه واقع وحقيقة مسلم بها وغير قابلة للنقاش , ثم يعود فيستند إليها ليثبت ما يريد أن يثبته بما يتفق مع هواه المريض . ويتضح ذلك في بداية قوله: ( موسى النبي كتب الأسفار الخمسة كلها ما عدا خبر وفاته طبعا ) حيث أنه بدأ بهذه المقولة كي يأخذ القارئ في (دوكة) ويوحي إليه دون أن يشعر أن هذا الكلام حقيقة واقعة ومسلم بها .. حتى تعاونه هذه الحقيقة التي ابتدعها عندما يستند إليها لإثبات دعواه الباطلة .. تماما كالمحامي غير الأمين الذي يخدع موكله فيذكر له قانونا باطلا ليس له أي سند كي يوحي إليه أن قضيته مضمونة المكسب.
2) وأنا أتساءل .. على أي أساس استند شنودة الثالث أن موسى كتب الأسفار الخمسة ( كلها ) ما عدا ما جاء عن خبر وفاته – كما ذكر في مقدمة كلامه ؟؟ .. وما الذي يثبت أن خبر وفاته – والذي كتبه يشوع كما يدعي شنودة – لم يكن هو الشيء الوحيد الذي أدخل على الأسفار الخمسة , وأن ثمة مدخلات أخرى قد أقحمت في تلك الأسفار الخمسة ؟؟
3) ذكر شنودة أيضا أن الفقرة التي تتحدث عن وفاة موسى قد كتبها تلميذه وخليفته يشوع .. وأنا أتساءل حقيقة , على أي أساس وبأي دليل استند البابا شنودة أن يشوع هو الذي كتب هذا الكلام ولم يكتبه أحد آخر غير يشوع ؟ .. هل كان ذلك مذكورا في المخطوطات القديمة للعهد القديم ؟؟ .. أم أن شنودة الثالث قد رأى رؤية لاهوتية مقدسة أوحت له بهذا الكلام ؟؟
4) وبعد ذلك نرى أن شنودة الثالث يذكر الأفعال ( رُؤي ) و ( يُكتب ) المبنية للمجهول وذلك في قوله: ( ولكن رُؤي أنه من الأفضل أن يُكتب خبر موت … ) .. وأنا أتساءل : لماذا يصر شنودة الثالث على اتباع ذلك الأسلوب الذي يستخف بعقلية المتلقي فيذكر أحداثا جسيمة مثل كتابة وتعديل وإعادة توزيع وترتيب الكتاب المقدس – كما يذكر في نقل بداية سفر يشوع إلى نهاية سفر التثنية – ثم ينسب ذلك بمنتهى البساطة إلى شخص مجهول !!! , دون أن يذكر لنا التفاصيل الحقيقية الموثقة بالأدلة الدامغة التي تشمل الأحداث والشخصيات والمرتبطة بإعادة ترتيب الكتاب المقدس.
5) والمضحك حقيقة في كل ما سبق هو ما ذكره البابا شنودة بمنتهى السذاجة في كلمة ( من الأفضل ) وذلك في قوله: ( فقد رُؤي من الأفضل أن يُكتب … ) .. وأنا أتساءل هنا : هل كان الذين يكتبون الكتاب المقدس يكتبونه ويرتبونه ويبوبونه ويفهرسونه وفقا لما يرونه هم ( من الأفضل ) .. أم وفقا لم يراه الله سبحانه وتعالى كما أنزله هو على موسى أو كما كتبه موسى ؟؟
6) وإذا كان شنودة يعتقد ويريدنا أن نعتقد مثله أن كاتبي ومخرجي الكتاب المقدس قد كتبوه وفقا لم يرونه هم ( من الأفضل ) .. فما الذي يمنع هؤلاء ما داموا قد سمحوا لأنفسهم بالتعديل والفهرسة والتبويب والإضافة في موضوع وفاة موسى , أن يسمحوا لأنفسهم أيضا بمثل هذا التعديل وإعادة التوزيع في مواضع شتى كثيرة في الكتاب المقدس وذلك تنفيذا لسياسة ( من الأفضل ) , والتي اتبعوها في موضوع وفاة موسى ؟؟
ثم نجد أن البابا شنودة الثالث يجيب على الجزء الأول من السؤال حول إثبات أن موسى هو الذي كتب الأسفار الخمسة ويستشهد على ذلك بما جاء بالكتاب المقدس المفترض أساسا أنه قد شابه التحريف !! .. تماما كالمحامي الفاشل الذي يستند في دعواه لبراءة المتهم على كلام المتهم نفسه , ضاربا بعرض الحائط كل الأدلة والقرائن والبراهين من البصمات وأقوال الشهود ونتائج التحقيقات وغيرها التي تدل على اقتراف ذلك المتهم للجريمة .. وهذا هو ما فعله شنودة الثالث.
فقد ذكر شنودة الثالث بعض مقتطفات من الكتاب المقدس والتي يذكر فيها أن الرب أمر موسى أن يكتب التوراة !!
وأنا على استعداد أن أقسم بالله العظيم الذي رفع السماوات بغير عمد للبابا شنودة الثالث , أنني أنا وكل المسلمين نعلم جيدا ومقتنعين أن التوراة الأصلية قد نزلت على موسى عليه السلام ولم تنزل على أحد سواه , فليست هذه هي القضية !!
ولكن القضية تكمن في مسألة أخرى ألا وهي : هل التوراة الأصلية التي أنزلت على موسى عليه السلام هي هذه الأسفار الخمسة كلها بما تشتمل عليه من بذاءات وقصص جنسية وزنا محارم ألصقت بالأنبياء وذريتهم .. أم انه قد حدث بها تحريف من حذف وإضافة وتعديل وإعادة توزيع مثلما اعترف البابا شنودة بنفسه ؟؟
ولذلك فنجد أن البابا شنودة الثالث قد تجاهل الرد على قضية تطابق التوراة والأسفار الخمسة .. وانطلق إلى قضية أخرى وهي التوراة أنزلت على موسى أم أحد غيره !!!
الأخوة القراء
أرجو قراءة ما كتبه شنودة الثالث مرة أخرى كي تلمسوا بأنفسكم عجزه الكامل عن الرد
وإلى لقاء آخر مع الحلقة الثانية من فضائح شنودة الثالث بمشيئة الله تعالى
نقلا عن الأخ قذافي بموقع البوابة
01-07-02, 11:57 AM
العرض العادي
المواضيع المتشابهه
