New Page 1

العودة   .. :: منتدى تاروت الثقافي :: .. > منتديات العلوم الدينية > منتدى الثقافة الإسلامية

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 23-02-07, 07:19 PM   #1

همس المشاعر
شوق طفله

 
الصورة الرمزية همس المشاعر  







مبسوطه

بكاء تابع مظلومية الإمام الحسن ..الحلقه الثانيه


الحلقة الثانية
تنوع العمل الرسالي ووحدة الهدف
مما يدل على وحدة الهدف وسلامـة القصـد لكـل إمام معصوم (عليهم السلام ) عدة أمور:-
أولاً : الأخبار الكثيرة الواصلة حد الاستفاضة المشار بها إلى الحسن والحسين (عليهما السلام ) أوضحها قوله (صلى الله عليه وآله وسلم) : ( الحسن والحسين إمامان إن قاما وإن قعدا ) 1 ، وهو واضح المعنى متشرعياً بأنهم على صفة الإمامة سواء تصديا لأمر خلافة المسلمين أم لم يتصديا .
ولكن بالإمكان تفسيره كما هو ليس ببعيد ، سواء قاما بالمقاومة والمواجهة القتالية لو اقتضت الظروف والحالة العامة ذلك أم قعدا لو لم تقتضِ ذلك ، وسواء انطبق القيام على الإمام الحسين (عليه السلام ) أو على الإمام الحسن (عليه السلام ) وكذا القعود .
غاية الأمر إن ملابسات وأحداث الإمام الحسن ( عليه السلام ) صيّرته إلى القعود ، وملابسات وظروف الإمام الحسين (عليه السلام ) صيّرته إلى القيام بالمعارضة والمناجزة العسكرية ، حتى لو حصل ما حصل مادام يصُب في رضا الله تعالى ونصرة دينه .
وقد ورد عنهم (عليهم السلام ) : ( رضـا الله رضانا أهل البيـت ) [1] فإذا ضممنا إلى ذلك أنهما معصومان (عليهما السلام ) وفعلهما حجة كما قولهما فمعنى ذلك إن فعل الإمام الحسن (عليه السلام ) فيه رضا الله وفعل الإمام الحسين (عليه السلام ) في رضاه .
ثانياً : حديث الثقلين المتفق عليه بين الفريقين ، حيث يقول ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : ( إني تارك فيكم الثقلين . كتاب الله وعترتي أَهل بيتي ، لن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض)[2] ، والقرآن لا يأتيه الباطل ، وهو تبيان لكل شيءٍ وأهل البيت (عليهم السلام ) في عرضه ، فلا يأتيهم الباطل وهم تبيان لكل شـيءٍ ، إذن هما على الحق وتبيان لكل شيءٍ بمقتضى المثلية مع القرآن .
ومن هنا فإن الاستفادة من طريق الإمام الحسن (عليه السلام ) والاستزادة من تجربته في مواجهة ردة الجاهلية تبيان وهداية لنـا ، ولا يحتمل التشكيك فيها وفي صحتها وإلا شكك في القرآن كما تضمنه الحديث المبارك ، فكم من داعية ومصلح وصاحب هدف في طول خط الإنسانية وتاريخها قد يواجه مثل ظروف الإمام الحسن (عليه السلام ) وحاجته إلى تجربة مثيلة خاضها إمام معصوم ، وفعله (عليه السلام ) كما هو مقرر على الحق وعلى الطريق المستقيم ، بل هو نفسه الطريق المستقيم ، يكون نافعاً ومفيداً للتجربة ومبرراً لفعله ، لأن فعل المعصوم حجة كما إن قوله كذلك .
ثالثاً : يمكن أن نتمسك لوحدة الهدف بقول الإمام الحسين (عليه السلام ) : مَن سمع واعيتنا1. إلى آخر كلامه الشريف ، وأقول ليس واعية الحسين (عليه السلام ) خاصة بل واعية الحق وهو الإسلام ، أيّاً كان ممثله وخصوصاً المعصومون عليهم السلام . فلا نكن ضيقي الأفق والنظرة بأن نجعل الكلام لواعية الحسين (عليه السلام ) خاصة مع إنه ليس كذلك . لأن الحسين لا يمثل نفسه بل هو ممثل الحق والإسلام بكل قيمه وأهدافه ، فكل ممثل للإسلام وكان داعياً ( له واعية ) مَن سمعها ولم ينصره أكبه الله تعالى على منخريه في النار ، هذه هي الكبرى ، والصغرى هي واعية الإمام الحسن (عليه السلام ) واضحة لا غبار عليها ولا لبس فيها فالنتيجة من سمع واعيته ولم ينصره ـ مع الأخذ بالإطلاق الزماني وعدم الاقتصار بخصوص زمانه (عليه السلام ) ـ أكبه الله تعالى على منخريه في النار .
فإن قلتَ : إن الكلام صدر من الإمام الحسين (عليه السلام ) ولم يصدر من الإمام الحسن (عليه السلام ) فكيف صح ما تقول ؟
قلتُ : إن كلامهم واحد . فكلام آخرهم كلام أولهم ، لأنهم من نور واحد . وفي ذلك وردت بعض الأخبار .
رابعاً : قوله تعالى] إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم [ 1 ، ومن أولى من المعصوم بنصرة الله التي تعني نصرة شريعته ودينه ، وهم أُمناء الرسالة والقيمون عليها بعد رحيل رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) الذي مثّل مرحلة الحدوث للرسالـة ، وهم يمثلون مرحلة البقاء لها ، ولا بقاء لها من دون صيانة ورعاية ، ولا أفضل منهم (عليهم السلام ) برعايتها وصيانتها .
غاية ما هناك أن كيفية هذهِ الصيانة مختلفة وطريقة أدائها متعددة من جهة الظروف التي تعيشها الأمة الإسلامية ، ومن جهة ما يمثله أعداؤها . من الطغاة والمتكبرين الذين يريدون الخلافة ملكاً دنيوياً وإمبراطورية كسروية أو قيصرية لتعود الجاهلية بثوب جديد .
ومع إلقاء نـظـرة بسيطة نرى أن ما واجهه الإمام الحسن (عليه السلام ) أعتى وأشد وأدهى وأمكر مما واجهه الإمام الحسين عليه السلام لما يمتلكه معاوية من خبرة في شؤون السياسة والدولة حاول جاهداً تنميتها خلال عشرين سنة كان والياً فيها على الشام ، وقد أحكم سيطرته عليها إلى أن جعلها جزءً منقطعاً عن حدود الدولة الإسلامية والخلافة الراشدة ، فكان يمثل الحاكم المطلق فيها ، والمتصرف في شؤونها حتى إن الخليفة لم يناصفه مواردها المالية كما فعل مع غيره من الـولاة ، وهو يمثل لأهل الشام صاحب الفضل واليد ، لأن إسلامهم جاء من قبله فكانوا لا يرون لأنفسهم شأناً قباله إلاّ السمع والطاعة وعدم المناقشة أو الإحساس بالمكانة في قباله ، وقد مارس سياسةً خاصةً معهم أوصلتهم إلى طاعتهم العمياء له من دون نقد ومحاسبة عما يفعله في كونه مع الحق أو الباطل ، مع أنه كان يمثل عند البعض من الصحابة أنه من صحابة رســـول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) خصوصاً وقد رفع شعار المطالبة بدم الخليفة المقتول كما هو معروف تفاصيله التاريخية .
ومعنى إن معارضته أو مناجزته لا تخلو من اعتراض وامتعاض ممن لا يرون للإمام الحسن (عليه السلام ) ـ لقصور فيهم أو تقصير ـ ميزةً على معاوية ، وقد قال بعضُهـم مالنا ، سواء كان الأمرُ للحسن أو لمعاوية . إذن فالخصم المتمثل بمعاوية أقسى واشد مكراً ودهاءً من الخصم المتمثل بيزيد ( عليه اللعنة ) ، ومن هنا فمن غير المنطقي أن تتحدد وجهة النظر في مواجهة أعداء الإسلام وعبدة الشيطان بعد أن كانوا متفاوتين في القوة والسيطرة ، ولكن لا تخرج مقاومة المعصوم ودفاعه عن دين الإسلام عن كونه نصراً لله وتأييداً لدينه ، والمعصوم (عليه السلام) أعرف بتكليفه الخـاص . الذي نجهل حيثياته نحن.

شرعية وصحة موقف الامام الحسن عليه السلام
يمكن ملاحظة بعض الأمور التي يستكشف منها سلامة موقف الإمام الحسن (عليه السلام ) وهي :
أولاً : إن الأخبار الواردة عن جدهم رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) عنهما . مصدرة بالحسن لا بالحسين (عليهما السلام ) ، وفي هذا الأسلوب ما لا يخفى من تقديم واعتبار المتقدم ذكره ، كما يحدث ذلك اجتماعياً عندنا ، وفي مناسبات عديدة ، كإقامة الندوات والحفلات حيث يُقدم من هو أكثر أََهمية من غيره مبتدأً بكلامه أو خطابه ، وكذا عندما يقدم أحدنا على مجلس وفيه الكبراء والوجهاء فيبدأ بالسلام والتحية على الكبير ثم على غيـره .
لكن قد يقال إن التقديم لا لأفضلية الإمام الحسن (عليه السلام ) على الإمام الحسين ( عليه السلام ) وإنما لسبقه زماناً من حيث توليته لمنصب الإمامة ، وهذا صحيح ، لكن النافع إن الإمام الحسن (عليه السلام ) ليس أقل من الإمام الحسين (عليه السلام ) من حيث الأفضلية كما ربما يُدعَى ، فكلاهما من أصحاب الكساء ، وأبناء رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، وابنا أمير المؤمنين (عليه السلام ) ، وابنا فاطمة الزهراء سيدة نساء العالمين (سلام الله عليها) ، فهما من هذه النواحي المادية والمعنوية سواء .

ثانياً : إنه لم يصدر اعتراض لتصرفات الإمام الحسن (عليه السلام ) من أخيه الحسين (عليه السلام ) ، كما ادعاه بعض من كتب عن الإمام (عليه السلام ) مستدلاً له بأخبار ضعيفة ساقطة سنداً مع إنها غير معقولة دلالةً لما يمثله موقع الإمامة والعصمة من حرصة تقتضي التسليم والانقياد ومَن أولى من الإمام الحسين ( عليه السلام ) ممثلاً لذلك ، وكما قيل أهل البيت أدرى بما فيـه .
وهذا الأمر يعطي تبريراً محكماً لتصرف الإمام الحسن ( عليه السلام ) من جهتين .
الجهة الأولى : من كونه معصوماً كما تقدم .
الجهة الثانية : عدم اعتراض المعصوم الآخر عليه . وهو أخوه الإمام الحسين ( عليه السلام ) .
ولا يقال إن الإمامة في هذا الطرف للإمام الحسن ( عليه السلام ) لا للإمام الحسين (عليه السلام ) ، ليكون سكوت الحسين u حجة.
فإنه يقال إن حجية كلامه لكونه معصـوماً ، وهذا يكفي لا لكونه إماماً ، إذ لا يعقل إمامته مع إمامة أخيه (عليه السلام ) على مناقشة ذكرها السيد الأستــاذ ( قده ) في الشذرات ، لا تخلو من مناقشة أعرضت عنها .
إذن قوة وصحة تصرف الإمام الحسن (عليه السلام ) لا يداخلها الشك . فإن داخلها فإنما هو لتدني مستوى الشاك ، أو لسوء سريرته وخبثه وعدم انصياعه للحق ونداء الفطرة وحكم العقل وسلامة البصر .

ثالثاً : من خلال النص التالي المنقول عن الإمام الحسين (عليه السلام) وهو أول نص أدلى بشأن معاوية ، عندما كتب إليه بنو جعدة يخبرونه بحسن رأي أَهل الكوفة فيه وحبهم لقدومه وتطلعهم إليه فكـتب (عليه السلام ) إليهم !
(( وإني لا أرجو أن يكون رأي أخي رحمه الله في الموادعة ، ورأيي في جهاد الظلمة رشداً وسداداً . فالصقوا بالأرض وأخفوا الشَخْص ، واكتموا الهوى واحترسوا من الظِنة مادام ابن هند حياً فإن يحدث به حدثاً وأنا حي يأتكم رأيي إن شاء الله )) .
الموادعة تعني المصالحة ، والشَخص كناية عن الاختفاء عن أعين السلطات الأموية لقسوتها . ومن هذا النص نؤكد على شرعية وصواب صلح الإمام الحسن (عليه السلام ) ، وبذلك يكون الحسين u أول مدافع عنه ينفي كل ما نُسب إليه من آراء مخالفة لأخيه الإمام الحسن (عليه السلام ) أثناء الصلح كما زعم العلائلي حيث نقل كلاماً غير مقبول ولا ينسجم مع خط أهل البيت (عليهم السلام ) ، إذ الإمام مطاع ولا يناقش مناقشة المعارض المخطئ لأنه يعلم ما يفعل كما ويؤكد الإمام الحسين (عليه السلام ) إن انطلاقة الثورة تكون بعد معاوية وعبّر عنه بابن هند لما يعرفه المسلمون من تاريخها ، وكانت وصايا الإمام الحسين (عليه السلام ) تؤكد على الصبر . وعدم التسرع لأن السلطة كانت لا تعرف الرحمة وقد عَرَفَ من تاريخها الكثير .
==============
1 كشف الغمة في معرفة الأئمة 2 / 159 .
[1] حياة الأئمة الاثنى عشر / 111 . ويلاحظ وجود مقدمة مطوية واضحة وهـي ( أنَّ الحسن والحسين ـ عليهما السلام ـ أكيداً من أهل البيت ( ع ) ) .
[2] الحاكم في مستدركه 3 / 148 . والذهبي في تلخيص المستدرك ، نقلاً عن المراجعات ص50 .
1 ورد عن الإمام الحسين ( عليه السلام ) : من سمع واعيتنا ولم ينصرنا اكبّه الله في النار . آمالي الصدق / 132 ، البحار 44 / 315 .
1 سورة محمد / 7 .
==================
يتبع
موفقين لكل خير
__________________

همس المشاعر غير متصل  

 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

قوانين وضوابط المنتدى
الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
صلح الإمام الحسن عليه الصلاة و السلام الصراط المستقيم منتدى الثقافة الإسلامية 8 20-12-09 08:27 AM
صلح الإمام الحسن ونهضة الإمام الحسين عليهما السلام ذو الفقار منتدى الثقافة الإسلامية 4 23-03-04 11:49 PM
النور الحادي عشر عاشق الحسين منتدى الثقافة الإسلامية 2 21-05-02 05:53 AM
الإمام الحسن العسكري عليه السلام . حياته .. نسبة .. وفاته كريكشون منتدى الثقافة الإسلامية 1 21-05-02 02:42 AM

توثيق المعلومة ونسبتها إلى مصدرها أمر ضروري لحفظ حقوق الآخرين
المنتدى يستخدم برنامج الفريق الأمني للحماية
مدونة نضال التقنية نسخ أحتياطي يومي للمنتدى TESTED DAILY فحص يومي ضد الإختراق المنتدى الرسمي لسيارة Cx-9
.:: جميع الحقوق محفوظة 2023 م ::.
جميع تواقيت المنتدى بتوقيت جزيرة تاروت 03:37 PM.


المواضيع المطروحة في المنتدى لا تعبر بالضرورة عن الرأي الرسمي للمنتدى بل تعبر عن رأي كاتبها ولا نتحمل أي مسؤولية قانونية حيال ذلك
 


Powered by: vBulletin Version 3.8.11
Copyright © 2013-2019 www.tarout.info
Jelsoft Enterprises Limited