اساس بناء المجتمع الإيماني/فضلية الشيخ الزاكي

[روح و جودي]

بدأ فضيلة الشيخ عبد الجليل الزاكي حديث الجمعة بتقديم التعزية لجموع المصلين بحلول الذكرى المفجعة لرحيل نبي الأمة مستكملاً ما كان بدأه الأسبوع الماضي من ركائز بناء المجتمع الإسلامي .

وكان قد ذكر فضيلته أن الركيزة الرابعة أساس بناء المجتمع الإيماني هي المحبة الغامرة والعاطفة الفياضة ، أي أن هناك علاقة متبادلة بين الله تعالى وعباده المؤمنين ، و علاقة بين المؤمنين أنفسهم فهم أولياء بعض لأن الولاية لابد أن تكون من خلال جنس العمل ، وماداموا يحبون الله، وكانت السمة الأساسية هي العبودية لله فبعضهم أولياء بعض.
كما ذكر فضيلته أن هناك علاقتان بين النبي الأكرم "ص" والمجتمع الإيماني علاقة صاعدة من الأمة تجاه نبيها "ص" ونازلة منه "ص" على الأمة فهو "ص" يحمل لها العطف والرحمة والخلق النبيل حتى للذين آذوه وقد علّم أصحابه ذلك .
وأكد فضيلته على أن علاقة المحبة ركيزة أساسية من أسس البناء الإسلامي كمحبة الزوجة والأولاد والإخوان إلا أن الأعظم من ذلك كله هو حب الرسول الأكرم"ص"، وجعل أجر الرسالة المودة في القربى لصلاح الأمة .
كما أكد على أن هناك تلازم بين القرآن و العترة "ع" لذلك رسم الرسول الأكرم"ص" الخطوط العريضة فأرسى ركائز المجتمع الإسلامي على أساسها ووضع معالم الحكومة لمدة عشر سنوات على هذا المنوال العظيم مع التركيز على الركائز التي بينها .
وقال أن من الواضح أن تربية الناس تأتي بنحو تدريجي ولا تتحقق دفعة واحدة ، وقد بذل الرسول الأكرم "ص" قصارى جهده على امتداد هذه السنوات لترسخ تلك الأسس وعمل على مد تلك الجذور في أعماق الأرض.
وأردف فضيلته قائلاً أن فترة العشر سنوات قصيرة جداً إذا ما أريد بها تربية الناس على خلاف ما ترعرعوا عليه من سجايا فقد كان المجتمع الجاهلي في كل شؤونه على النقيض تماماً من هذه الركائز الأربعة لأنه كان فارغاً من أي معرفة وغارقاً في حيرة الجهل والضلال ولم تكن لديه أي عبودية لله بل كان مجتمع تكبر وطغيان بعيداً عن العدالة ومليء بألوان الظلم والتمييز.
وأضاف فضيلته أن النبي الأكرم"ص" أراد أن ينقذ الناس من ظلمات الجهل و الضغائن، وينقذهم من الظلمات إلى النور، من هنا ينبغي أن يتوجه المسلمون في ذكرى وفاته فيدرسوا ما جاء به في رسالته .
واعتبر فضيلته أن دعم المرتزقة الذين يقتلون الأبرياء نساء ورجالاً صغاراً وكباراً شباباً وشيوخاً في سوريا وغيرها أمر مخالف للنهج النبوي .
وقال فضيلته أنه إذا كانت فلسطين ترزح ستين سنة تحت ظلم الاحتلال الإسرائيلي والدول الإسلامية تنادي بالتسوية والحوار والجلوس على طاولة المفاوضات مع المعتدي الإسرائيلي فمن باب أولى أن يكون ذلك بين الدول الإسلامية سواء في القضية السورية أو البحرينية أو اليمنية أو ...لا أن تسود الغلظة والعداوة و الفضاضة بل لابد من إرساء العدل كما كان يريده الله ورسوله .
من جهة أخرى أشار فضيلته إلى أن من نشأ في الجاهلية يمكن أن يهذب على مدى السنوات العشر إن تحققت الشروط ولكن لا يمكن غرس هذه القيم والمفاهيم في أعماق نفسه إلى الحد الذي يجعل لديه القدرة على إيجاد نفس هذا التأثير وهنا تبرز أهمية الوصية التي يعتقد بها الشيعة ، فقد دخل الناس الإسلام ولم يعايشوا الرسول الأكرم"ص" ويكمن منشأ الوصية والنص الإلهي من أجل ديمومة ذلك النهج التربوي النبوي فمن الواضح أنها ليست من سنخ أنواع الوصايا الأخرى ،فكل إنسان يوصي أهله قبل موته إلا أن القضية تعني لزوم استمرارية نهج الرسول الأكرم"ص" بعده ولهذا البحث صلة بالجميع ولا يختص بالشيعة وحدهم فهو للشيعة والسنة وجميع الفرق . ونظراً لما يتصف به من أهمية يجب أن يحظى باهتمام من قِبل الجميع وأن يتصدى لهذه الانحرافات عن النهج النبوي ، و أن يحافظوا على على هذه الركائز الأساسية لبناء النظام الإسلامي ولبناء المجتمع الإيماني .
وذكر فضيلته أن هناك شرط أساسي للتصدي لهذا اللون من اللعب السياسي في العالم من قِبل القوى الاستكبارية والأنظمة وهو عدم تعلق القلب بالدنيا وقد ذكر ذلك الإمام الحسين "ع" حين قال عن قومه :
" استحوذ عليهم الشيطان " فقد تعلقت قلوبهم بالدنيا فلم يراعوا ابن بنت رسول الله ولا ذريته في كربلاء ، ولم يراعوا الرسول الأكرم"ص" وهو يريد أن يبين لهم مسارهم ويوصيهم ويوضح منهاجهم الذي يسرون عليه ويوصلهم إلى الله تعالى .
وختم فضيلته الخطبة بقوله :" إذا أردنا الاستمرار في طريق الرسول الأكرم"ص" وعترته"ع" لابد من التصدي بشتى ألوانه للمؤامرات الشيطانية التي تريد بالإسلام والمسلمين سوءاً وتريد أن تمسخ الهوية الإسلامية من جهة وتسلب الفكر الإيماني من قلوب شبابنا وشاباتنا وتريدهم أن يعيشوا الميوعة والضياع والابتعاد عن المباديء الإسلامية "