الغديرُ أمرٌ إلهيٌ بلا جدل
سِيْرُوا بنا نقطعُ الآكامَ والحَجَرا
مع الرسول الذي ما زاغ أو هَجَرا
من بعد حجّتهِ الآمالَ سيّرَها
نحو الغديرِ فلا عذْرٌ لمن غدَرَا
وفال يا أيّها الحجاجُ فلتقفوا
فوق الصعيد الذي مازال مسْتعرا
فالأمرُ أمرٌ إلهيٌ بلا جدلٍ
والصدْحُ بالأمر في هذا المكان جرى
النصرُ بالله بلِّغْ لا تخف أحداً
إنْ لم تبَلّغْ هنا ما كنتَ منتصرا
دعوا الخيال الذي مازال يأْسُرُكمْ
وصافحوا الحقَّ يجري الغيثُ منهمرا
لا تسلبوا من قُراكمْ نعمةً نزَلَتْ
هل السعيدُ الذي بالنور قد كفَرَا
لا تعقروا ما أتاكم ربُّكمْ منناً
كقوم صالح لمّا كذّبوا النُذُرا
لا تجلبوا الوهن في تكذيب صاحبكمْ
أتوأدون الذي بالله قد ظَهَرَا
تبخبخون وتنوُن الفراق غدا
كأنّما اللهُ بالنّيات ليس يرى
ألم تقولوا أميرُ المؤمنين لنا
بعد النبي عليٌ نقتفي الأثَرَا
واللهِ لو تمَّ عهدُ الله ما سُلِبتْ
أبصارنا فرأينا العتمةَ القمرا
ولا تبعنا مع الأهواء ناعقةً
تجُرُّنا نحو من في الجهل مختمرا
وهاهو الحال يحكي كيف ذلَّتُنا
تحقّقَتْ حيث لم نستحسنِ الدّررا
وقد بقينا نعدُّ القُبحَ منقبةً
وقد حسبنا الذي يعوي كمن زأرا
تكالبت حولنا الأوهام عاديةً
تدوسُنا حيث كان العهدُ منذعرا
عهد الرسول بخُمٍّ كيف نكفرُهُ
وهل لنا بعد هذا نطلب الظفرا
عودوا لهُ واخلعوا الأدران من فِكَرٍ
ومن كساء عليٍّ فالبسوا الأُزُرا
عودوا إلى نعمة الرحمن وانسلخوا
من أدهرِ الغيِّ حيث الأجْدَرون ورا
لذل تقهقرتِ الأحلامُ عن زُحَلٍ
ومن يروم سما الأفلاك قد قُهِرا
هو الأمامُ أمير المؤمنين علي
من في الغدير أميرٌ بَخَّرَ الأُمَرا
هو الوصيُّ كفوفُ الناس شاهدةٌ
بأنّها لامستْ من أسْعَدَ البَشَرا
لو لامَسَتْهُ براحاتِ القلوب نجَتْ
وأبصَرَتْ رُشْدَها لا تألفُ الزَّوَرا
هو الوصيُّ بيوم الدوحِ بيْرقُهُ
يلوح منتصراً لا يعرف الخَوَرا
ما أطيبَ القول في يوم الغدير بهِ
طاب الشعور وطاب النَّبْرُ للشُعرا
انشد بيوم غديرٍ قولَ سيدنا
محمدٍ واتخذ من لحنهِ الوَتَرا
هذا عليٌّ وليُّ الله فاعتصموا
وليس إلاّ عليٌ يخمدُ الشَرَرا
حسين إبراهيم الشافعي
السعودية
سيهات