New Page 1

العودة   .. :: منتدى تاروت الثقافي :: .. > المنتديات الثقافة الفكرية والعلمية > منتدى المغتربين

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 23-01-10, 05:26 PM   #1

زهراء الصفار
_:: عضوية الإمتياز ::_

 
الصورة الرمزية زهراء الصفار  







دايخه

789 رأي في معضلة الحلال


هلا والله كيفكوووم ..
موضوع كااان يدور في بااالي ..وأستفهااامات عجيبة غريبة على جبيني ... من بعض التصرفااات ....
ولكن هذا المقاااال ...
احتوى على العديد من بعض التسؤلات .. الذي اعجبتني ..
أحببت ان اطرحهااا بينكم ...
وتحية طيبة مني زهراء الصفار الى الكاتب ......


الكاتب: هادي آل شيخ ناصر


تخيل أنك سافرت إلى أمريكا لعمل أو دراسة أو سياحة، ووجدت أثناء تلك الرحلة مطعماً تركياً كتب على واجهته بخط عريض كلمة "حلال"، دخلت إليه وتأكدت أن العاملين فيه مسلمون،

ولتطمأن أكثر سألتهم عن مصدر لحومهم فأجابوك بأنها تأتيهم من لحام مسلم يبيع لحوم ذبائح ذبحت على الطريقة الإسلامية وعلى أيدي مسلمين. هل ستأكل من هذا المطعم لحماً؟

تخيل الآن أن هذا المطعم الذي وصفناه للتو تم نقله بالكامل إلى بلادنا، المملكة العربية السعودية، المبنى ذاته، العاملون المسلمون هم أنفسهم، سألناهم فكانت نفس الإجابات. هل ستأكل من هذا المطعم لحماً؟

لا أدري كيف ستكون إجاباتكم على هذه الأسئلة، فقد يجيب بعضكم بـ"لا" على السؤالين وقد يجيب آخرون بـ"نعم" في الحالتين. بالنسبة لي - وربما يشاركني البعض منكم - إجابتي كانت نعم سآكل لحماً من المطعم التركي بأمريكا ولكن لن آكل منه في السعودية! ألا يبدو ذلك غريباً؟

هذا التناقض قادني للتفكير كثيراً في أحكام الحلال والقواعد التي نسير عليها، حتى وصلت إلى استنتاج - يحتمل الصحة والخطأ - مفاده أننا نتبع قواعد مصدرها العاطفة والذوق وما تربينا عليه، لا الشرع أو أحكام الفقه. وإنما استخدمنا العقل وتفسيرات شرعية لنصل إلى النتيجة التي ترضاها نفوسنا في هذا الأمر.

ملاحظتان قبل الخوض في الموضوع:

ملاحظة أولى
قد يتساءل البعض عن هوية الكاتب لكي يمكنهم تحديد رد فعلهم تجاه المقال قبل قراءته، فإن كان القارئ محافظاً والكاتب علمانياً على سبيل المثال فإن النتيجة من هذه القراءة معروفة مسبقاً، وبغض النظر عن محتوى المقال فإن بقاء كل طرف على رأيه هو المحصلة النهائية. أنا هنا أدعو للتجرد من العواطف قبل قراءة هذا المقال -بل وأي مقال آخر-، لنحصل بذلك على الفائدة المرجوة من تحليل الأفكار وتلاقح الآراء.
أقول كلامي هذا لأني أعلم أن قراءة كلمات المقدمة السابقة كافية لأن يرفض المقال كثير من الملتزمين بمثل هذه الأحكام، على اعتبار أنها تصدر من شخص يحمل فكراً انفتاحياً أكثر من اللازم، جاء يحاول إقناعنا بأن ماكدونالدز حلال!
لا أنا لست كذلك!
أنا شخص مثل كثير منكم، لم أذق لحماً أو دجاجاً من مطاعم ماكدونالدز السعودية منذ أن بدأ افتتاح فروع هذه السلسلة قبل أكثر من 15 عاماً وحتى وقت كتابة هذا المقال. نعم أنا واحد منكم، ملتزم بالابتعاد عن هذه المطاعم، ولكن وجدت أنني لست على صواب، جئت أكتب مقالي هذا لتشاركوني هذه النظرة، وتصوبوني إن أخطأت.

ملاحظة ثانية
قد تلاحظون استخدامي اسم "ماكدونالدز" عدة مرات في هذا المقال، ولا أقصد بذلك دعاية أو تسويقاً تجارياً، بل قد يعرف البعض أني كتبت إيميلاً قبل أكثر من عام كان على النقيض من ذلك، فما كتبته حينئذ شكّل - كما أظن - دعاية مضادة لماكدونالدز وربما كانت سبباً في شيء من خسارة الشركة وإن كانت بالقدر الضئيل. إنما أستخدم اسم هذه الشركة لأنها الأشهر على مستوى العالم، وحين أعبر باستخدام هذا الاسم فأنا أقصد ذكر مثال فقط لكثير من الشركات المعروفة مثل كنتاكي، بيتزا هت، برجر كينج، هارديز وغيرها.

نقطة البداية

مثل كثير منكم، نشأت في أسرة محافظة، تعلمت منهم ومن المجتمع أن ماكدونالدز وأمثاله حرام. ومنذ ذلك الوقت وأنا حذر من تناول لحم أو دجاج من مثل هذه المطاعم. لم يتوقف الأمر عند ذلك فحسب، بل طال الأمر حتى مطاعم منطقتنا، القطيف، وصار الأصل في المطعم الحرمة حتى يثبت عكس ذلك.

أحد طلبة العلوم الدينية حذرنا من الأكل من المطاعم إلا التي نعرف أصحابها ونثق فيهم ثقة تامة، وأخذت أنا هذا الكلام وعملت به لسنوات، اعتقاداً مني بأنه هو الحكم الشرعي.

هذا الحكم تعرض لاختبار حقيقي حين تم ابتعاثي إلى أمريكا، ففيها لا أعرف جزاراً أو صاحب مطعم فضلاً عن أن أثق فيهم، فمن أين لي أن أشتري لحماً لي ولأهلي؟

أسرعت بمخاطبة طالب العلوم الدينية الذي أثق فيه والذي أخبرني بشرط الثقة في من أشتري منه اللحم، لأخبره بأني وجدت المسلمين الذين أشتري منهم اللحم ولكن لم أجد من أثق فيهم، فهم وإن كانوا مسلمين واطمأن قلبي لحلية ما لديهم بعد السؤال، إلا أنهم ليسوا محل الثقة الشرعية التي كنت أبحث عنها في بلادي، فهم حليقو اللحى ويشغلون الأغاني أو يبيعونها في محلاتهم، فماذا علي أن أفعل؟

جاءني الجواب يقول: إذا حصل لك الاطمئنان فكل من اللحم والدجاج، ولا يشترط أن يكون البائع طالب علم ملتحي ولا يسمع الموسيقى ويصلي صلاة الليل!

كلام جميل، ولكن أن أتبع هذا الكلام في أمريكا ولا يمكنني اتباعه في بلادي هو التناقض الذي كان بذرة هذا المقال.

تناقض

لم أستطع إغماض عيني عن هذا التناقض وأكثرت من التفكير فيه، فوجدت أن كثيراً من مطاعم منطقتنا التي أمتنع عن تناول الطعام فيها تنطبق عليها الشروط الشرعية التي صرت أطبقها في أمريكا، وبالخصوص تلك التي يملكها أبناء المنطقة، ولكن ذنبها أنها في المملكة العربية السعودية! بل وحتى ماكدونالدز وأمثاله تدخل في تلك الدائرة بعد أن حكمت عقلي في الأمر.

لنعد لمثال المطعم التركي الذي ذكرته في مقدمة المقال ولنقارنه بأحد فروع ماكدونالدز السعودية:

المطعم التركي يملكه مسلم
وماكدونالدز السعودية تملكه مؤسسة مسلمة
صاحب المطعم التركي يقول أن لحومه حلال
وماكدونالدز السعودية تقول أن لحومها حلال
المطعم التركي في أمريكا لا يجبره أحد على استخدام اللحوم الحلال ويتوفر في أسواقه الحلال وغير الحلال
ماكدونالدز السعودية في بلد تحكمه شروط وقوانين لا تسمح بدخول غير الحلال إليه والمسالخ فيه تذبح على الطريقة الإسلامية
برأيكم، أيهما يفترض أن نطمئن أكثر في أن نأكل منه؟

موانع نفسية

تخيل أن مطعماً جديداً تم افتتاحه في منطقتنا، وتخيل أننا أخبرنا شخصاً ملتزماً في الأيام الأولى لذلك الافتتاح أن هذا المطعم يستخدم لحماً مستورداً، وبقي الحال على ذلك أشهر عديدة. بعد ذلك الوقت الطويل، علمنا أن المطعم لا يبيع إلا لحوماً محلية، هل ستُقبل نفس ذلك الملتزم على تناول الطعام من هذا المحل بعد أن ترسخ في نفسه أنه يبيع (الحرام)؟

لنأخذ أحد الملتزمين الذي لن يقبل أن يضع لقمة واحدة في فمه من أي شيء من ماكدونالدز، ولنجري عليه هذه التجربة. سنأخذه معنا إلى مسلخ وسنجعله مشرفاً على عملية الذبح التي سيجريها مسلم بكامل شروطها. سنأخذ ذلك اللحم ونذهب به إلى ماكدونالدز برفقة صاحبنا الملتزم. سنطلب منهم عمل سندوتش (برجر) باستخدام اللحم الذي أحضرناه، ولكن سندخل إلى الداخل لنشرف بأنفسنا على عملية الطهي ونتأكد أنه لم يتلوث بأي نجس. بعد الانتهاء سنعطي ذلك البرجر إلى صاحبنا الذي أشرف على كل شيء، ولكن الآن سيأخذها وهي ملفوفة بورقة مطبوع عليها كلمة ماكدونالدز، داخل علبة فلينية هي الأخرى مطبوع عليها ماكدونالدز، داخل كيس ورقي عليه علامة ماكدونالدز، ماذا تتوقعون أن يدور في باطنه في الوهلة الأولى؟
ألن تصده نفسه عن أكل هذا (الحلال)؟
ماذا سيقول الناس لو رأوه يأكل من هذا (الحلال)؟

لم أجد سوى العواطف والأذواق وأمور نفسية تربينا عليها منذ الصغر مصدراً لذلك، ومعها تبريرات عقلية وشرعية ضعيفة صنعناها بأنفسنا لنرضي تلك الموانع النفسية ولنبقى على ما نشأنا عليه.
بل رأيت فتاوى العلماء صريحة في عدم الحاجة للتشدد الذي كنت عليه، ولكن نفسي لا تطاوعني في اتباع تلك الفتاوى، بل أرى أننا نتعمق أكثر في الفتوى وفي حيثياتها وتفسيراتها، لكي نثبت أن المرجع لم يقصد بكلامه أن ماكدونالدز حلال!

الآثار التكوينية

ما أن يفتح النقاش في موضوع الحلال والحرام حتى ينتقل الموضوع إلى الآثار الوضعية التكوينية على النفس المترتبة على تناول الحرام، وهو موضوع مهم بلا شك، ولكن يجب أن ننتبه إلى أنه أمر مختلف عن موضوع الحلال والحرام الفقهي الذي نتحدث عنه. أعني أنه قبل الانتقال إلى موضوع الآثار الوضعية علينا أن نحدد هل فعلنا حلال أم حرام، هل نحن مأثومون أم لا؟

اعتراضي على الاحتجاج بالآثار التكوينية في نقاش الحلال والحرام من جهتين:

الجهة الأولى: نحن نأخذ الأحكام من مراجعنا العظام ونعمل بها لاعتقادنا أنها أحكام الله التي استنبطوها من المصادر الشرعية، وإذا أحل الله لنا أمراً فهو أعلم عز وجل بأثره علينا. لنقل أن الأثر حادث لا محالة ولكن الله أراد بنا اليسر فأحل لنا ما سيؤثر علينا، هل يعني هذا أن نأتي نحن لنحمي أنفسنا مما لم يحمنا منه الله؟ أليس الله العليم البصير الأدرى بما هو أنسب لنا، وأحكامه عز وجل التي نأخذها من مراجعنا هي تطبيقات ذلك؟
ينقل عن أمير المؤمنين سلام الله عليه قوله في نهج البلاغة: (إِنَّ الله افترض عليكم فرائض فلا تضيعوها، وحدّ لكم حدوداً فلا تعتدوها، ونهى عن أشياء فلا تنتهكوها، وسكت لكم عن أشياء ولم يدعها نسياناً فلا تتكلفوها)
نعم، الله أدرى بمصلحتنا، وإن سكت لنا عن أشياء فليس ذلك نسياناً، فلم نتكلفها؟

الجهة الثانية: لا بد أن نتذكر أن الآثار المعنوية ليست أمراً مختصاً بتناول الحرام فقط، بل كل أحكام الدين -حسب فهمي القاصر- لها آثارها على النفس، فالواجبات والمستحبات تؤثر إيجاباً والمحرمات والمكروهات تؤثر سلباً. إن كنّا حقاً نتورع عن أكل تلك اللحوم التي شككنا في أمرها للآثار الوضعية التي ستتسبب بها في نفوسنا، فما بالنا لا نتورع منها في حياتنا كلها؟ كثيرون يكذبون ويغتابون، وكثيرون تختلط أموالهم بالحلال والحرام من هنا وهناك، ولا تطهر بإخراج الحقوق الشرعية، آخرون صلواتهم لا تصح لو دققت فيها، وضوؤهم خاطئ، غسلهم غير صحيح، أليست كل هذه تؤثر في نفوسهم؟ لم نأخذ بجزء ونترك الآخر؟

أود الإشارة هنا أيضاً إلى أننا حين نتحدث عن لحوم مطاعم بلادنا فنحن لسنا بصدد الحديث عن أثر الحرام، لأنها ليست لحوماً نقطع بحرمتها، إنما هي لحوم لا نعرف حقيقتها، وحكمنا بحليتها اتباعاً للحكم الفقهي. أي أن الأثر - إن ترتب - حصل من فعل حلال ولكن بسبب تناول لحم كنّا نجهل أنه لم يذكى بالطريقة الصحيحة. وهذا كما علمت فيما بعد ليس موضع اتفاق بين علماء المذهب، فمن علمائنا الأجلاء من قال أن الأثر يحدث حتى مع الجهل، ومنهم من قال أنه لم يثبت أن الأثر يحدث إذا تم تناول تلك اللحوم عن جهل بحرمتها.

على أي حال، أتذكر أني فهمت هذا الموضوع على شكل اقتطافات من هنا وهناك، يسرني ذكر بعضها هنا لأشرح مقصدي في التفريق بين الحكم الشرعي والآثار المترتبة على تناول الحرام.

بدأت قصتي في فهم هذا الأمر حين سمعت أحد طلبة العلوم الدينية يشرح معنى الأثر الوضعي بقوله: لنفرض أن لدينا خمراً كنّا اعتقدنا أنه تحول إلى خل في حين أنه في الواقع لا زال خمراً، شربته أنت معتقداً أنه خل، فلا حرمة في فعلك، ولكن ذلك لن يمنع من أن تصيبك آثار الخمر الطبيعية كأن تصاب بالسكر مثلاً. المقصود بذلك أن الأحكام الشرعية لها جنبة وضعية دنيوية لا تزول لو أخطأنا في تطبيق الحكم حتى لو لم نكن متعمدين. وبالمثل، أكل اللحوم الغير مذكاة له أثره على النفس، وبالتالي لو أكلناها عن جهل فإن ذلك لن يحمينا من تلك الآثار.


بعد ذلك نقل لي أحد الإخوة سؤالاً طرح في حضرة أحد المراجع: هل يؤثر في النفس ما أكله الشخص من حرام وهو لا يعلم بحرمته؟
أجاب ذلك المرجع: لم يثبت ذلك.

لم يمض وقت طويل حتى قرأت سؤالاً شبيهاً طرح على السيد الخوئي رحمة الله عليه، أنقله هنا من موقع السراج:

السؤال: إذا أكل المؤمن ما يحرم أكله، أو شرب ما يحرم شربه غفلة، أو جهلاً .. فهل يترتب على ذلك الآثار التكوينية المعنوية، كإذهاب المروءة والغيرة كما في أكل لحم الخنزير، والتأثير على النطفة كما في شرب الخمر، وما شاكل ذلك؟
الخوئي: نعم يترتب عليه الآثار التكوينية في الجملة، والله العالم.

نعم يبدو أن في الأمر اختلاف بين العلماء، ولا يمكن حسم الأمر فيه بسهولة، إلا أني سمعت كلاماً من أحد طلبة العلم ربما كان أجمل ما سمعت في هذا الأمر، وهو الرأي الذي أنا سائر عليه الآن. كنّا بمحضر طالب علم، وسألنا عن حكم ذبائح إخواننا أهل السنة إذا لم نعلم إن وجههوها إلى القبلة أم لا، فذلك ليس شرطاً واجباً في فقههم. فأجاب بأنه يحكم عليها بحكم سوق المسلمين فيحل أكلها. أحد الحاضرين رد بسرعة: وماذا عن الآثار الوضعية؟ أجاب: نعم قد يكون لها آثار ولكنها تزول إن شاء الله بالأعمال الصالحة الأخرى كالصيام مثلاً، فهي ليست كآثار شرب الخمر.

أنا الآن لا أنفي أنه قد يكون من أثر في لحم غير مذكى أكلناه عن جهل، ولكن حين أتذكر أن الله أحل لنا هذا الطعام فإن ذلك الأثر لا يهمني كثيراً، فأنا أعلم أن الله عز وجل هو الأعلم بمصلحتي، ولو كان الضرر - إن وجد - بالمقدار الذي يجب الحذر منه لما أحله الله لي.

لحم مستورد = حرام

ما أن نسمع كلمة دجاج برازيلي، لحم استرالي، ساديا، دو، حتى يتبادر إلى الأذهان أنه حرام بلا شك، وما أن تتحدث مع أحد عن مطعم ما، حتى يقول لك لحومه مثلجة، دجاجه فرنسي، لتفهم من كلامه أنها حرام لا حاجة للبحث فيها. لا أظن أن أحداً - من الشيعة الإمامية على أقل تقدير - يقول أن كل ما يصلنا من البرازيل أو فرنسا حلال، فهي بلدان غير إسلامية ومن المنطقي الحكم بأصالة حرمة لحومهم. ولكن ليست هذه اللحوم موضع نقاشنا، إنما بحثنا حول تلك التي يستوردها المسلم من البلاد غير الإسلامية.

اتخذت قراراً حين كتابة هذا المقال في أن لا أدخل في تفاصيل النقاشات الفقهية، لأنني لست أهلاً للخوض فيها، لذا لن أتكلم عن معنى سوق المسلمين وهل ينطبق ذلك على أسواق بلادنا أم لا، ولن أتحدث عن كيفية الاطمئنان من صحة الذبح أو غير ذلك. كما لن أدخل في تفاصيل الشركات وما ثبت حلية منتجاتها وما لم يثبت، فأنا لا أعرف كل التفاصيل، وإن عرفت بعضها فقد تملكون ما يرد عليها. وأنا في الأصل لم أكتب المقال دفاعاً عن منتج معين، إنما أنا هنا أناقش القواعد والأفكار التي تحكمنا في هذه الأمور.

أستغرب كثيراً ممانعتنا الشديدة لتقبل فكرة أن حلالاً يمكن أن يأتينا من بلدان غير إسلامية. دعنا نسأل أنفسنا: ماذا تحتاج تلك الشركات لتنتج الحلال؟ لا يحتاج ذلك إلا لشخص مسلم يحسن الذبح بالطريقة الإسلامية، لا أكثر ولا أقل.
يحكي أحد المؤمنين أنه كان في نيوزلندا أو أستراليا - لا أذكر بالضبط - وسمع عن مصنع لحوم يقال أنه ينتج لحوماً حلال، فقام بزيارته. يقول أنه تم إدخاله إلى المصنع ورأى عملية الذبح، ورأى مسلماً إندونيسياً يمسك الدجاجات يوجهها إلى القبلة ويسمي ويذبح. نعم الموضوع بسيط جداً ولا أظنه يكلف الكثير، في المقابل هي خطوة مغرية لهذه الشركات تسمح لها أن تصدر منتجاتها للبلدان الإسلامية.

لا أظن أننا سنمانع من شراء لحوم في القطيف من لحام مسلم يبيع لحوم ذبائح ذبحت في الجبيل مثلاً، فما الذي يمنع من أن نشتري منه ما أحضره من أستراليا؟ أنا لا أنفي الفرق بين البلد المسلم والبلد الكافر، ولكن أقصد أن لا فرق إن وثقنا بالمسلم نفسه سواء كان يحضر القريب أو البعيد من اللحوم، وهذا ما فهمته من فتاوى العلماء أيضاً.

زرت ميناء الدمام ذات مرة، والتقيت بأحد العاملين في قسم اللحوم، سألته هل صحيح أنه لا يسمح بدخول غير الحلال إلى بلادنا؟
أجاب: نعم لا تدخل شحنات اللحوم إلا برفقة شهادات من مؤسسات إسلامية من البلد الذي جاءت منه تثبت حليتها.
وأضاف أيضاً أن الجمهورية الإسلامية بإيران لديها أمر مشابه، فهم أيضاً يرسلون مشرفين إلى البرازيل للإشراف على الذبح، ووصلتهم في إحدى المرات إلى ميناء الدمام شحنات مكتوب عليها أنها ذبحت تحت إشراف مراقبين من الجمهورية الإسلامية الإيرانية.

يقول البعض: أهل السنة يحلون ذبائح أهل الكتاب وهي محرمة لدينا.
لاحظت من خلال بعض مواقع الإنترنت أن هذا الأمر ليس باتفاق كل أهل السنة، فمنهم من يتخوف من أن يكون الذابح ملحداً لكثرتهم في تلك البلدان، ومنهم من يعترض على ذلك لأنها لا تذبح ذبحاً إسلامياً وإن ذبحها الكتابي، فبعضها يصعق أو تذبحه المكائن.
صح ذلك أو لم يصح، لم لا نتحقق ونسألهم: هل اللحوم التي تستوردونها ذبائح مسلمين أم ذبائح أهل كتاب؟

أقول هذا لأني في المقابل رأيت اهتماماً في أن يكون الذابح مسلماً حتى وإن جاءت اللحوم من بلدان غير إسلامية. هنا مثلاً شهادة من موقع ماكدونالدز السعودية يذكر أن اللحوم المستخدمة لذبائح ذبحت بأيدٍ مسلمة:
http://www.mcdonaldsarabia.com/images/stories/كلمة ممنوعةكلمة ممنوعةكلمة ممنوعةكلمة ممنوعةكلمة ممنوعةكلمة ممنوعةكلمة ممنوعة/food/halal/KSA/Braslo_Beef_August2009.gif

وكذا ما قرأناه وشاهدنا صوره على الإيميل من زيارة بعض المسلمين لملاحم ساديا بالبرازيل، وتأكدهم من موضوع الذبح. هنا في أمريكا توجد منتجات أمريكية أو كندية يكتب عليها أنها منتجات حلال، قمت بالاتصال هاتفياً على إحدى هذه الشركات لأتأكد من موضوعهم فأجابني شخص بأنهم يذبحون على الطريقة الإسلامية، أردت التأكد أكثر عن موضوع القبلة، فأجابني نعم نتوجه إلى مكة، سألني من أي بلد أنت، فقلت له من السعودية، فقال أنا كنت أعمل في السعودية قبل مجيئي إلى أمريكا.

غير ذلك، المؤسسات الإسلامية تملأ الأصقاع والحمد لله، مؤتمرات للحلال في بريطانيا وماليزيا، شواهد كثيرة، قد لا تكون بالقدر الكافي، ولكن أقصد بذكرها تبيان أننا لسنا الوحيدين في الاهتمام بالحلال، وأن يأتينا حلال من خارج البلاد أمر غير مستحيل أبداً!

بل أضيف على ذلك أني ربما أرى في هذه المنتجات ما لا يتوفر هنا، الرقابة. نعم الكلام والتشكيك كثير حول هذه الشركات ولذا لا يتم إنتاج شيء إلا بإشراف مؤسسات إسلامية مما يضعها تحت رقابة قوية. هل هذه الرقابة موجودة على الملاحم المحلية التي نتعامل معها بشكل مستمر؟
هل نضمن أن العمالة المسؤولة تطبق الشروط الإسلامية على كل دجاجة؟
هل نضمن توجيه كل دجاجة إلى اتجاه القبلة؟
لا أقصد التشكيك، ولكن موضوعي كله يدور حول المقارنة، وهذا شيء منها.

انتشرت في الإيميل صورة لحم خنزير مختوم عليه بأنه حلال من قبل المجلس الإسلامي السنغفوري، يحتج بها البعض على استحالة ضمان حلية ما ينتج في الخارج.
نعم أتفق معكم في أنها مقززة حقاً وتصد النفس عن قبول كل ما جاء في هذا المقال، ولكن:
لست هنا أدعو إلى الثقة بكل شيء كتب عليه حلال، إنما أدعو إلى تقبل فكرة أن الحلال يمكن أن يصلنا من الخارج. والأمر الآخر هو أننا في موضع نقاش الفكرة في عمومها لا في شواذ الحوادث. لنفرض أننا اكتشفنا ملحمة في بلادنا تديرها مجموعة من العمالة الأجنبية، يأخذون الميت من الدجاج ويبيعونه على أنه مذبوح على الطريقة الإسلامية، هل تسقط بذلك عدالة كل ملاحم البلاد؟
هل يتغير حكم الشرع بمثل تلك الحوادث؟

بقي أن أذكر ملاحظة حول أصحاب المطاعم الذين يكذبون علينا ويقولون أن لحومهم محلية بلدية في حين أنها مستوردة، فهؤلاء وإن لم يقعوا في الحرام باستخدام الحلال من المستورد، إلا أنهم وقعوا فيه من باب الغش على المستهلكين، مثلهم في ذلك مثل البائع الذي يقول أنه يبيع الطازج في حين أنه يبيع القديم. هؤلاء لا يستحقون الثقة سواء رضينا بالمستورد أم لم نرض به.

شركات لا يهمها إلا الربح

يعترض كثيرون على حلية لحوم ماكدونالدز وأمثاله على اعتبار أنها شركات تجارية لا يهمها إلا الربح ولن تهتم بحلية لحومها.
لنتوقف مع هذه الكلمة التي نسمعها كثيراً ولنقم بتحليلها بفكر اقتصادي، سنجد فيها أكثر من فكرة خاطئة:

الاهتمام بتحقيق الأرباح هو هدف تأسيس أي مشروع تجاري، سواء كان المؤسس ملتزماً أو غير ملتزم. أعني لو أن أحد أكثر طلبة العلوم الدينية التزاما وتقوى قام بافتتاح مطعم أو ملحمة، فهدفه هو أيضاً تحقيق الربح! نعم، ليس ذلك شيئاً اختصت به الشركات الكبيرة وحدها بل هو أمر يشترك فيه كل أبناء البشر.

الأمر الآخر هو ربط الاهتمام بتحقيق الربح بعدم الاهتمام بحلية المنتجات، وهذا ربط يدل على ضعف وعينا بأساسيات اقتصادية مثل إرضاء العميل. نعم مؤسساتنا المحلية لا تهتم بعملائها وتخسر زبائنها بسبب هذا التجاهل، ولكن يجب أن نعلم أن مؤسسات ضخمة مثل ماكدونالدز لن تكون مثلنا في هذا التجاهل. المؤسسات الضخمة تعرف أن نجاحها يعتمد على رضا العميل وتلبية رغباته، وهو بلا شك أحد أسباب نجاحها الذي نلحظه في يومنا هذا. بالتالي، إذا كان الزبائن يطلبون الحلال من اللحوم، فإن هذه الشركات ستسعى لتلبية هذه الرغبات، وصار الأصح أن نقول أن اهتمام هذه الشركة بتحقيق أرباحها هو سبب في اهتمامها بحلية لحومها، لا العكس. وهذا أيضاً يعود بنا إلى النقطة السابقة حين ذكرنا أن شركات إنتاج اللحوم الكبرى - مثل ساديا - تسعى لتحقيق الأرباح بغض النظر عن طريقتها، وإن كان تحقيق الأرباح عبر إنتاج الحلال، فلمَ لا؟

من الملاحظ أيضاً أن الناس تنظر إلى الشركات العالمية مثل ماكدونالدز كشيء، والمطاعم الصغيرة والبوفيات كشيء آخر. والأغرب أن ربطهم لاستخدام المحرم من اللحوم يكون أكثر في الشركات الكبيرة حين تقارن بالصغيرة. الواقع أن لا فرق بين الاثنين، فكل طرف يبحث عن الربح، ويبقى الضمير والرقابة من يحكمان في كيفية تحقيق ذلك، هل بالصدق أم بالخداع. ولو دققنا النظر أكثر لرأينا أن الفرق يزول أكثر، ففروع المطاعم العالمية في بلادنا تفتح بطريقة الوكالة (الفرانشايس) بحيث يدار المطعم بشكل تام من قبل المؤسسة المحلية مع السماح لهم باستخدام العلامة التجارية والوصفات، ولا تحصل الشركة الأم إلا على نسبة من الأرباح. بهذا كان الاختيار بين الحلال والحرام بيد الوكيل لا الشركة الأم، بعد الاتفاق بينهما على الأغلب، وبذلك لم يكن من فرق بين بوفية صغيرة أو ماكدونالدز.

إضافة إلى ذلك، هناك أيضاً أمر يحكم الشركات الكبيرة قد لا يهم الصغيرة كثيراً، وهو السمعة التجارية. نعم، الشركات الكبيرة تعتمد كثيراً على سمعتها التجارية وتحذر من أي شيء يضر بها، الأمر الذي يجعلها أكثر شفافية وصدقاً مع عملائها.

تجربة ماليزيا

سافرت إلى ماليزيا، وهناك اطمأن قلبي كثيراً لرمز الحلال على لوحات المطاعم العالمية كماكدونالدز وكنتاكي. ذلك لأني سألت بعض البائعين في تلك المطاعم عن لحومهم، وتحققت من أمر شهادة الحلال، حيث عرفت أنها تصدر من إحدى المؤسسات الإسلامية التابعة للدولة، بعد أن تتحقق من لحوم ذلك المطعم وأنه لا يقدم الخمر في مأكولاته، ويتم إصدار الشهادة سنوياً.

يتساءل البعض، وأنا كنت أحدهم، لماذا لا يكون لدينا مثل هذه الرقابة بحيث نطمأن لمأكولاتنا مثلما نفعل هناك؟

فكرت في الأمر، فرأيت أن ذلك مطلب خاطئ. ففي الواقع الرقابة موجودة ولا يدخل عبر الموانئ إلا ما شهد على أنه حلال، فهل تكون لجنة تتحقق من الحلال وكل ما هو موجود حلال؟ في ماليزيا مطاعم تبيع الحرام ومنطقي وجود هذه اللجنة لتفرق بين الحلال والحرام.

البعض لا يقبل برقابة الموانئ ولا يظن أنها كافية، للحجج التي ذكرناها أو غيرها، فلهم أقول: كيف إذن قبلتم لجنة حلال ماليزيا؟
هل عرفتم من فيها؟ هل عرفتم شروطها؟ هل دققتم في تطبيقها؟

لاحظت شيئاً غريباً لا أعرف له تفسيراً، ربما هو السبب في القبول بلجنة ماليزيا وعدم القبول بالرقابة السعودية، وهو التقليل من حدة التشدد في الحلال بمجرد الخروج عن حدود البلاد. وهذا أمر لاحظته في نفسي وكذا في الآخرين، فبمجرد أن نسافر إلى سوريا أو مصر أو إيران، نعمل بقاعدة أنها دول لديها اكتفاء ذاتي ولا حاجة للسؤال. وإذا سافرنا إلى دول غير إسلامية، نقرأ كلمة حلال على المطعم، نشاهد مسلماً بالداخل، نسأله هل اللحوم حلال فيجيبنا بنعم، فنطمأن ونأكل. أليس غريباً أن نطمأن في بلدان فيها من غير المسلمين، أو لا تملك الشروط والرقابة التي لدينا، وفي المقابل نتشدد ونحتاط في بلادنا؟

ديننا دين ظواهر لا بواطن

لماذا التشدد في أحكام الحلال والحرام؟ لماذا كل هذا الاحتياط؟
لكي أطمأن أن لا يدخل جوفي محرم.
السؤال الذي يجب أن نسأل أنفسنا إياه: هل هذا الاطمئنان الذي نبحث عنه من الدين أم من نفوسنا؟

قرأت الفتاوى فلم أجد أنها تأمرنا بالتشدد، بل وقرأت روايات تنهى عنه، فعدت للكلام الذي بدأت به مقالي هذا: نفوسنا، أذواقنا، عواطفنا، هي التي تدعونا لذلك.

نقول أننا نريد الاطمئنان ولكن هل هذا فعلاً أمر يمكننا تحقيقه؟
نحن نضع الكثير من الأسئلة أمام ما اعتدنا الابتعاد عنه مثل ماكدونالدز .. ولكن لم لا نضع نفس الأسئلة على تلك المأكولات التي اطمأنت لها قلوبنا؟

استحضر معي ما نضمنه من طعام ودعنا نضعه تحت المجهر:

في الملحمة التي نطمأن لها، هل نضمن أن كل ذبيحة من البقر أو الدجاج حققت شروط الذبح الواجبة؟ هل ذبحت كل واحدة منها وهي متجهة إلى القبلة، وتم التسمية عليها كما يجب، وأنها ذبحت بحديد لا بغيره، وقطع قبل أن تموت مريؤها والحلقوم والودجان؟
هل نضمن أن ذابحها كان مسلماً بالفعل؟ أم هل هو يقول أنه مسلم ليبقى في شغله فقط؟

في المطعم الذي نطمأن له، هل نضمن طهارة يد كل عامل يحضر طعامنا؟ هل ثيابه التي يجفف بها يديه قبل لمس الطعام طاهرة؟ هل تأكدنا من طريقة تطهيره لها إن تنجست؟
هل الزيت الذي يقلى فيه الفلافل والبطاطا - إن لم نأكل في ذلك المحل لحماً - طاهر تماماً؟ هل نضمن أن لم يقع فيه نجاسة أو لم يلمسه العامل بيده وهي متنجسة وهو لا يعلم؟ ماذا لو وقعت قطعة على الأرض المتنجسة ولامستها برطوبة، هل نضمن أن طباخها لن يعيدها إلى الإناء لتنجس البقية؟

مشترواتنا التي قرأنا محتوياتها بدقة، هل نعرف كيف صنعت؟ هل نعرف مصدر كل مكون من مكوناتها؟ تم تعقيم الحليب ولكن هل نضمن أن لم تصبه نجاسة؟ معلبات مغلقة بإحكام، ولكن هل تم تحضيرها في أوعية طاهرة؟

في منازلنا التي نملك كل ما فيها، قد نقدر على مراعاة الطهارة بدقة لو أننا قطعنا الطعام وغسلناه وطبخناه بأنفسنا، ولكن هل تراعي نفس المعايير خادماتنا؟ أطفالنا الصغار يشاركوننا شرابنا ويلمسون برطوبة أيديهم طعامنا، هل نضمن أن لم تتنجس أيديهم هنا أو هناك، وهم لم يعرفوا بعد حروف كلمة (نجاسة) فضلاً عن معناها؟

يحرم أكل النجاسة أو المتنجس، فهل يمكننا بحق أن نطمأن أن بطوننا لا يدخلها حرام؟
هل الحرام حكم يعتمد على الظاهر أم الواقع الذي يخفى عنّا؟

أسأل نفسي - وأنا في الغربة - : هل أضمن أن هذا الطعام طاهر؟
فأجيب: الحمد لله الذي لم يحرم علي أكل ما لم أضمن طهارته، واكتفى بتحريم ما علمت نجاسته.

نعم، لقد علمتني الغربة أن ديننا دين ظواهر الأمور، لا دين خفايا البواطن، وإن تتبعت البواطن أخذتني إلى سبيل العناء والمشقة، وربما ضعت فيه وما عدت. حمداً لله .

حكم الشرع هو الفيصل

يمكننا أن نصف إخواناً لنا بالمتساهلين، في نفس الوقت الذ يصفوننا فيه بالمتشددين، وتبقى المعركة سجالاً بيننا وبينهم. الشرع هو الحكم هنا، فإما نحن متشددون أو هم متساهلون. أنقل لكم هنا استفتاءات ولا حاجة للتعليق بعدها، وسأكتفي بنقل استفتاءات لآية الله العظمى السيد السيستاني حفظه الله، اختصاراً للموضوع الذي طال كثيراً.

المصدر شبكة السراج - كنز الفتاوى - باب الأطعمة والأشربة

6
السؤال:
عن المطاعم السريعة في البلدان الاسلامية مثل (هارديز , ماكدولدز, كنتاكي , برجر كنج , نايف ) إذا أنني انقطعت عن هذه المطاعم من فترة كبيرة لأنني سمعت انها حرام وتركتها , اريد ان اعرف هل صحيح انها حرام ؟
الفتوى:
إذا كان المدير مسلماً أو مجهول الحال فاللحم محكوم بالحلية حتى إذاعلم انه مستورد من بلد غير إسلامي مع إحتمال إحراز المسلم للتذكية

127
السؤال:
بشكل إجمالي ، معظم اللحوم في مكة المكرمة والمدينة المنورة مستوردة من بلدان ( مثل البرازيل وفرنسا ... ) حيث أنها رخيصة الثمن ولكننا نرى سيارات لتوزيع اللحوم المحلية هناك . فهل يجوز لنا الأكل من جميع المطاعم دون الحاجة للسؤال والفحص ؟
الفتوى:
يجوز .

130
السؤال:
تبيع بعض المطاعم عندنا لحما أو دجاجا ياتي من بلدان غير مسلمة ولا أعلم صحة تذكيته كالدجاج الفرنسي والبرازيلي وغيرها .. فهل نأكله ام لا ؟.. وهل نسأل البائع عن نوعه ، فإذا كان محلياً نأكله وإذا قال لنا بأنه اجنبي نتركه ؟
الفتوى:
إذا كان المستورد مسلماً وإحتمل إحرازه للتذكية جاز الأكل ، وإذا كان البائع مسلماً ولم تعلم بأن ما يبيعة مذكى أم لا،نجاز الشراء والاكل .

285
السؤال:
هل يجوز الأكل من المطاعم الأجنبية الشهيرة في البلاد الإسلامية ، أي هل يجري عليها حكم المطاعم الإسلامية التي لا يجب السؤال عن اللحوم المستخدمة فيها؟
الفتوى:
يجوز ، ولا يجب السؤال إذا كان المدير مسلماً ، واحتمل كون اللحم مذكّى .

381
السؤال:
أنا شاب أعمل في مسلخ سني ، والمشكلة التي تواجهني ان الذبح لا يكون باتجاه القبلة ، لأن المسلخ مصمم على جهة غير جهة القبلة ، وقد ناقشت الاُخوة السنة المسؤولين على المسلخ ، فقالوا بأننا لا نشترط الاستقبال في الذبح ، فقلت لهم ان هذا الشرط موجود عند المسلمين ، فقالوا إذا جئتنا بالمصادر من الصحاح أو كتب السنة ، فاننا مستعدون لتغيير المسلخ ، فأرجو أن ترشدوني الى المصادر ، أو الروايات ، أو الفتاوى ان وجدت ، علماً بأني بحثت كثيراً فلم أجد لذلك عنهم أصلاً .. ثم هل استمر بالعمل ، ام ان فيه اشكال شرعي ؟
الفتوى:
لا يجب عندهم الاستقبال ، ولكن تحل ذبائحهم التي يذبحونها من دون استقبال ، أما أنت فلا تذبح إلا مستقبلاً ، فإن لم يمكن فاقتصر على سائر الأعمال غير الذبح .

383
السؤال:
هل تعلمون أي إشكال في طريقة ذبح اخواننا ابناء العامة ؟ فكثيراً ما نشتري من الأسواق بعض الدجاج أو اللحوم ، وتكون معلبة ومغلفة من المصانع ، ولكنهامذبوحة في بلد مسلم .. هل يجب علينا تتبع طريقة الذبح في المصنع ، كما فعل بعض اخواننا المؤمنين ، وحذرونا من بعض الدواجن كدواجن ( الوطنية ) السعودية؟
الفتوى:
ليس عليكم الفحص ، وكل ذبائحهم حلال .

389
السؤال:
في معامل ذبح الدجاج هنا يمر الدجاج على قايش ، ويوجد شخص يقوم بعملية الذبح ، ولكن وضع الدجاج بشكل تكون مقاديم بدنه بعكس القبلة ، ولا يمكن توجيهه الى القبلة والحال هذه ، علماً ان باقي الشروط متوفرة .. فهل يعتبر هذا الدجاج مذكى تذكية شرعية ؟
الفتوى:
إذا كان الذابح من أهل السنة ، فلا بأس بذبيحته .

403
السؤال:
هل يجوز الأكل من لحوم المطاعم الأمريكية الموجودة في الدول العربية ، وخصوصا السعودية ، حيث وكلاءهم من السعودين ، وعندما سألتهم عن مصدر هذه اللحوم منهم من قال أنها من أمريكا ، ومنهم من البرازيل ، ومنهم من جنوب أفريقيا ، وقالوا لي أنه حلال مذبوح على الطريقة الإسلامية ، مع أن اللحوم من الخارج .. فهل يجوز الأكل منها ؟.. وهل تدخل في المشبوه ؟
الفتوى:
إذا كان مدير المطعم مسلماً ، ويحتمل في حقه انه قد أحرز تذكية الحيوان الذي اخذ منه هذا اللحم ، جاز الأكل منه .

432
السؤال:
1 يوجد لدينا عدة بائعين مسلمين للحوم ، ولكني لا اطمئن لبعضهم فقط لأني لا اعرفهم ، وهذا الاطمئنان هو العامل الوحيد الذي كنا نعتمد عليه في بلدي الام ( السعودية ) في تحديد حلية الاكل في المطاعم .. فهل كنا على صواب أم مخطئين؟
2 لو تناولت بعض اللحوم اعتقاداً بانها حلال ، ولكنها ليست كذلك .. فهل سأتأثرنفسياً بهذا العمل ؟.. وهل توجد بعض الاعمال التي يمكنها باذن الله تقليل هذا الأثر؟
الفتوى:
ج 1 لا حاجة إلى الاطمئنان إذا كانوا مسلمين ، نعم لا يجوز إذا علمت عدم التذكية .
ج 2 لا يؤثر إن شاء الله.

473
السؤال:
هل يجزئ سؤال البائع الذي يعمل في المطعم عن مصدر اللحوم ، علما بأنه ليس صاحب المطعم ، ولا يكون لديه في أغلب الأحيان علم عن مصدر اللحوم؟
الفتوى:
لا حاجة إليه .

لماذا هذا المقال؟

لأن ديننا دين يسر، فلم التعسير؟
لأننا حرمنا أنفسنا من ملذات قربة إلى الله تعالى، ولكن هل تحققنا إن كان ذلك يقربنا حقاً إلى الله، وتركه يبعدنا عن الله؟
لكي لا نعتبر إخواناً لنا فساقاً لمجرد أن لهم رأياً يخالف رأينا.
لأنني أتضايق كثيراً حين أقدم لضيوفي طعاماً ويمتنعون عن تناوله.
لأن في ديننا والحياة ما قصّرنا في تأديته، فلم نتركه ونزيد في أمرٍ جهداً لم نؤمر به؟

...

ليس المقال تبريراً لسلوك فئة من الناس، بل هو دعوة للتفكير في سلوكنا نحن.
هو رأي، قد يصيب وقد يخطئ، لكم كامل الحق في قبوله أو رده، وصدري رحب إن شاء الله لانتقاداتكم.

شكرٌ خاص في الختام، لأعضاء الواحة الثقافية بمنتدى الساحل الشرقي، الذين استفدت كثيراً من نقاشهم في هذا الموضوع.

__________________

زهراء الصفار غير متصل  

قديم 23-01-10, 07:20 PM   #2

@ HONEY @
عضو شرف  







عبيط

رد: رأي في معضلة الحلال


مشكوره زهور مقال اكثر من رائع واعجبني كثيرا
وهذا هو حالنا بالنسبه الى المطاعم والاكل الحلال

__________________

@ HONEY @ غير متصل  

قديم 23-01-10, 10:38 PM   #3

المحتار
رفض أحزان

 
الصورة الرمزية المحتار  






افكر

رد: رأي في معضلة الحلال


مشكووووووووره جدا اختي زهراء

دمتم بخير

__________________

المحتار غير متصل  

قديم 25-01-10, 05:02 AM   #4

زهراء الصفار
_:: عضوية الإمتياز ::_

 
الصورة الرمزية زهراء الصفار  







دايخه

رد: رأي في معضلة الحلال


يسلمووو هوني والمحتااار ... على المشاااركة ...
بس شفتواا كيف أحنا ؟؟
__________________

زهراء الصفار غير متصل  

قديم 26-01-10, 03:54 AM   #5

iAhmad
عضو فعال

 
الصورة الرمزية iAhmad  







قلق

رد: رأي في معضلة الحلال


يسلمو الايادي على الاشارة :)

فعلا مقال ممتاز ،، وهذا الموضوع في بالي من زمااااااان

__________________
اذلني الحب ، اخرسني واعماني ،، كفى ملاما فجلد الذات ادماني

iAhmad غير متصل  

قديم 27-01-10, 06:02 PM   #6

زهراء الصفار
_:: عضوية الإمتياز ::_

 
الصورة الرمزية زهراء الصفار  







دايخه

رد: رأي في معضلة الحلال



iAhmad

Thank u
__________________

زهراء الصفار غير متصل  

قديم 28-01-10, 03:08 AM   #7

أسيل
طموح زهره

 
الصورة الرمزية أسيل  







رايق

رد: رأي في معضلة الحلال


على الجرح يازهراء ,,
طرح موفق ,, رحم الله والديش .

__________________
لُطفاً بـ أَمَانِينَا يـــَارَب.

أسيل غير متصل  

 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

قوانين وضوابط المنتدى
الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
كتالوج كامل عن الحمام واكسسواراته همس المشاعر ركن الديكور والمنزل 4 14-06-10 05:50 PM
تقسيم الجمال إلى معنوي و مادي في القرآن الكريم عاشق الحوراء منتدى القرآن الكريم 4 04-01-10 11:16 AM

توثيق المعلومة ونسبتها إلى مصدرها أمر ضروري لحفظ حقوق الآخرين
المنتدى يستخدم برنامج الفريق الأمني للحماية
مدونة نضال التقنية نسخ أحتياطي يومي للمنتدى TESTED DAILY فحص يومي ضد الإختراق المنتدى الرسمي لسيارة Cx-9
.:: جميع الحقوق محفوظة 2023 م ::.
جميع تواقيت المنتدى بتوقيت جزيرة تاروت 02:09 PM.


المواضيع المطروحة في المنتدى لا تعبر بالضرورة عن الرأي الرسمي للمنتدى بل تعبر عن رأي كاتبها ولا نتحمل أي مسؤولية قانونية حيال ذلك
 


Powered by: vBulletin Version 3.8.11
Copyright © 2013-2019 www.tarout.info
Jelsoft Enterprises Limited