بسمه تعالى
[align=center]البروفسورة السعودية سلوى الهزاع تقول:
لا ألوم الرجل ولا الدولة بل ألوم المرأة إذا لم تطالب بحقوقها [/align]
لم تقف البروفيسورة السعودية سلوى الهزاع رئيس واستشاري أمراض جراحة وطب العيون بمستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث بالرياض أمام ما حققته من نجاح في العلوم الطبية بل وصلت طموحاتها إلى أعلى من ذلك، وأصبحت الرئيس التنفيذي لرابطة أصدقاء السعودية بالرياض، التي يقع مقرها الرئيسي في واشنطن دي سي، كما حازت على لقب أقوى امرأة عربية من مجلة "فوربز" الصادرة في دبي من بين 50 امرأة عربية، وأخيراً على جائزة المرأة المتميزة من جامعة الدول العربية بالقاهرة عام 2005.
قالت إن زوجها يدعمها ووراء كل امرأة ناجحة رجل عظيم.
البروفسورة السعودية سلوى الهزاع:لا ألوم الرجل ولا الدولة بل ألوم المرأة إذا لم تطالب بحقوقها
سلوى الهزاع التي لم يستوقفها النجاح في محطة واحدة، تبدأ حديثها لـ "هي" قائلة : "شاركت مع وفد سعودي رفيع المستوى لتمثيل بلادي في المؤتمر السعودي البريطاني بورقة عمل تتحدث عن تحسين صورة الشعب السعودي أمام الغرب وكذلك إبراز دور المرأة السعودية في بلادها".
حصلت البروفيسورة السعودية سلوى الهزاع على عدد كبير من الشهادات العلمية المتميزة في المجالات الطبية كانت من أبرزها الزمالة السعودية في طب وجراحة العيون ثم الزمالة الأميركية في الشبكية والأمراض الوراثية، والزمالة الإنجليزية من جامعة أدنبره، وعينت العام الماضي برتبة بروفيسور مشارك في مستشفى "جونس هبكنس" الأميركية، وهي المرة الأولى التي يتم بها اختيار طبيب عربي على مستوى الشرق الأوسط يحل بمنصب كهذا في أحد اعرق المستشفيات العالمية.
علمنا أنك ترأست رابطة عربية فكيف تحدثينا عنها؟
ـ وصلت اخيرا من أميركا بعد أن افتتحنا رابطة ثقافية برئاسة الأمير عبد العزيز بن عبد الله بن عبد العزيز، وكانت المناسبة التي انتهزناها لافتتاح تلك الرابطة هي إحياء مناسبة ذكرى مرور 60 عاما على علاقة الملك عبد العزيز مع الرئيس الأميركي الراحل "فرانكلين دي روزفلت" على الباخرة كونسي، وأعددنا الحفل الذي حضره الأمير عبد العزيز بن عبد الله حفيد الملك عبد العزيز اضافة الى حفيد الرئيس الأميركي "روزفلت"، حيث جمعنا أربعة رؤساء سابقين للولايات المتحدة الأميركية لحضور هذا الاجتماع، وانتهزنا تلك المناسبة للتعريف برابطتنا الجديدة التي أطلقنا عليها "رابطة أصدقاء المملكة العربية السعودية" وهي رابطة ليست حكومية، ونحن فيها عبارة عن مجموعة من النساء والرجال السعوديين والأجانب نحاول ان نحسن الصورة التي أخذت عنا بعد أحداث 11 سبتمبر، ودوري كرئيس تنفيذي للرابطة هو منصب أتشرف به كوني اخترت لرئاسة هذه اللجنة الجديدة التي يقع مقرها في واشنطن دي سي، وأدير مكتبها من السعودية، ويتولى إدارة مقرها الرئيسي في أميركا الدكتور "مايكل سيبا" المسؤول التنفيذي بها هناك.
كيف تنسقين بين عملك في تلك الرابطة وعملك كطبيبة عيون؟
ـ كما ذكرت بما أني مسؤولة عن مكتبها الكائن بالرياض يوجد من يتولى المهام الإدارية أيضا بالولايات المتحدة، لكني أخصص من وقتي للقيام بزيارتهم نحو 4 مرات في العام، وبدأت حاليا بالتقليل من ارتباطاتي الطبية لأعطي من جهدي في مجالات متعددة.
بالنسبة لهذه الرابطة ما هي أهدافها وخططها المستقبلية؟
ـ تهدف رابطة أصدقاء السعودية إلى تحسين صورة الشعب السعودي والمرأة السعودية، كما ننتهز فرص توقيت المناسبات الثقافية مثلما حدث معنا في احياء ذكرى لقاء الملك عبد العزيز مع الرئيس "روزفلت"، باعتبار ان اهتمامات الرابطة تاريخية وثقافية وليست سياسية، وسوف نعقد قريبا مؤتمرا عن الفن التشكيلي نبرز فيه ثقافتنا الفنية باستضافة مجموعة من الفنانين التشكيليين السعوديين وغيرهم من أصحاب الخبرات الكبيرة وهي طرق غير مباشرة للتعريف بالصورة الحسنة عن الشعب السعودي.
من تستهدفون من الشخصيات البارزة لمثل هذه المناسبات؟
ـ ننوي أن نجمع الذين سبق وأن كانوا على الباخرة الخاصة بالملك عبد العزيز والرئيس الأميركي "روزفلت"، حيث انهم أشخاص وصلوا إلى عمر يناهز 80 عاما، وسوف نقيم لهم احتفالا كي يبينوا لنا مدى حسن تلك العلاقة التي كانت تربط الملك عبد العزيز والرئيس "روزفلت".
وهل هناك سيدات يعملن إلى جانبك بالرابطة؟
ـ نعم فالرابطة تنقسم إلى قسمين قسم تنفيذي أتولى إدارته في الرياض بالتنسيق مع مدير المكتب الرئيسي في واشنطن د. "مايكل سيبا"، وهناك لجنة استشارية مكونة من السيدة لبنى العليان والدكتورة هيفاء جمل الليل والدكتورة ثريا العريض، وعدد آخر من الشخصيات النسائية البارزة والرجالية منهم رئيس شركة أرامكو، ورئيس شركة سابك، ورجل الأعمال عبد الله صالح كامل، ومحافظ هيئة الاستثمار، وتعد جميع الأسماء الملتحقة بالرابطة نخبة رفيعة المستوى.
تشاركين بشكل متواصل في مؤتمرات دولية وندوات محلية في مجالات مختلفة طبية وغيرها من العلوم المتميزة، فأين كنت اخيراً؟
ـ وصلت من أميركا اخيرا وذهبت إلى لندن للمشاركة في المنتدى البريطاني السعودي كوني من المتحدثين الرسميين وممثلة للمملكة العربية السعودية، وتحدثت عن المرأة السعودية وما وصلت إليه.
حدثينا عن الجائزة التي حصلت عليها من الجامعة العربية بالقاهرة وفوزك بلقب المرأة المتميزة ولقب أقوى امرأة عربية من مجلة فوربز العربية؟
ـ في الحقيقة سررت بذلك التميز كثيراً كوني امرأة سعودية، وحصولي على لقب المرأة العربية المتميزة في حقل الطب والمجتمع لعام 2005 من بين 56 امرأة عربية يدل على الجهود التي نبذلها كنساء سعوديات وتشجيع حكومتنا الرشيدة لنا ومؤازرة جهات العمل من جانب آخر، كما تم اختياري في المقابل في مجلة "فوربز" العالمية أقوى امرأة عربية من بين 50 امرأة مرشحة، وسررت بها كوني سيدة عادية وجميع ما وصلت إليه كان حصاد جهدي ومثابرتي في العمل، والمجلة التي أسندت إليها عملية الاختيار اعتمدت على عدد من العناصر في السيدة المرشحة واستشارت عدة جهات معنية منها المنظمة العربية للتنمية الإدارية التابعة للجامعة العربية بالقاهرة، وتلقيت الكثير من خطابات التهنئة والتقدير بذلك.
بماذا تنصحين المرأة العربية بعد فوزك بالجائزة؟
ـ استطيع أن اقول للمرأة العربية انظري دوما إلى الأمام فهناك الكثير من العثرات التي تقف في طريقك، وهناك ضغوط إيجابية وأخرى سلبية فعليك أن تختاري الإيجابية منها لإتمام مسيرتك، وتخلي عن الضغوط السلبية التي من شأنها أن ترهقك.
ابحاث وأمراض وراثية
قمت بتأليف 4 كتب عن العيون كان من أبرزها "الموسوعة العالمية عن الأمراض الوراثية في السعودية"، هل معنى ذلك أن ما يشاع من الأمراض بالسعودية لا يقارن بغيرها من البلاد الأخرى؟
ـ فوجئت بأن الأمراض الوراثية لدينا تفوق كثيرا ما كنت أشاهده في الولايات المتحدة الأميركية حينما كنت في مركز أبحاث الوراثة، وذلك بسبب زواج الأقارب، وقد طلب مني القيام بإنجاز موسوعة عالمية تتحدث عن الأمراض الوراثية في السعودية، حيث ان تخصصي الدقيق هو عن الأمراض الوراثية، واستغرق العمل بها نحو 3 سنوات، لكني بالفعل أنهيت الموسوعة وأعمل على تجديدها كل عام.
ويعود سبب تكاثر الأمراض الوراثية وانتشارها في السعودية في الأصل إلى زواج الأقارب، كما اعتزم أن ألقي محاضرتين إحداها في إيطاليا والأخرى في دبي، أتحدث فيهما عن تلك الأمراض، وتبين لي أن علماء الغرب إستطاعوا اكتشافها منذ 90 عاما بينما الرسول "صلى الله عليه وسلم" أشار إليها منذ 14 قرنا، في حديثه "تزاوجوا تباعدوا واختاروا لنطفكم فإن العرق دساس"، ما يدل على اننا متقدمون عن غيرنا في مجال الطب و لدينا وعي مسبق عن أسبابها.
تخصصت في علاج اعتلال الشبكية للمواليد الخدج،
فما الأسباب التي دفعتك لاختيار هذا النوع من التخصصات الدقيقة؟
ـ من ناحية الأطفال الخدج للأسف الشديد لا تستطيع العديد من المستوصفات وحتى المستشفيات تقديم الرعاية اللازمة للأطفال الخدج كالعناية التي تقدمها المستشفيات الكبرى ومنها مستشفى فيصل التخصصي ومركز الأبحاث بالرياض، فمن ضمن مهامي الأسبوعية القيام بالكشف والمتابعة للأطفال الخدج الذين لا تتجاوز أوزانهم 400 غرام و450 أي نصف الكيلو واقل، وأعمارهم ما بين 24 و26 أسبوعا، فنقوم بفحص أعينهم، حيث تكون العين جدا صغيرة ونكتشف ان لديهم اعتلالا شبكيا، وهنا لابد ان نتدخل بعلاجهم الفوري بالليزر قبل ان يفقدوا البصر، فهذا هو تخصصي الدقيق وأنا أميل إلى هذا التخصص على الرغم من صعوبته، وكثيرا من الأطباء يبتعدون عنه لأنه يحتاج منهم الى المتابعة والمثابرة والصبر.
هل الخدج معرضون للإصابة بالعمى إذا لم يسارع الآباء بالكشف المبكر لهم؟
ـ إذا لم يعالج الطفل مبكراً خلال 6 أسابيع من عمره فسوف يفقد بصره ولا يمكن بأي حال من الأحوال استعادته، فالكثير من المصابين بالعمى تعود أسبابه انهم ولدوا خدج، وإلى الآن في بعض المناطق البعيدة عن العاصمة السعودية لا يستطيع طبيب العيون ان يفحص الطفل الصغير وإن تمكن من فحصه فلا يمكن له ان يعالجه كونه يفحص طفلا يزن اقل من نصف الكيلو غرام، كما لا بد من إجراء التخدير ولا بد من وضع الأجهزة الحاضنة وهي من الحالات الشديدة الحساسية، وكثير من الحالات تأتينا من أرامكو وغيرها تحول إلى مستشفى التخصصي للقيام بهذا الأمر، فلو تعدى الطفل 3 اشهر من عمره لا يمكن لنا التدخل الجراحي ويفقد بصره مدى العمر.
وكيف للأهل اكتشاف اعتلال الشبكية لأبنائهم هل هناك من أعراض؟
ـ لا يمكن اكتشاف اعتلال الشبكية بالنسبة للخدج من خلال الأهل فهو مرض يكتشف خلال وجود الطفل في المستشفى بعد ولادته المبكرة أي في غرفة إنعاش الأطفال، ولا بد أن يكون لدى المستشفى أطباء وجراحون للكشف عن هذا المرض وعلاجه في الوقت المناسب.
لماذا جعلت موسوعتك عالمية على الرغم من أنها تتحدث عن أمراض السعوديين؟
ـ بالفعل كانت الموسوعة العلمية تتحدث عن أمراض السعوديين لكن الأمراض الوراثية التي تصيب السعوديين بالإمكان اكتشافها في أي بلد آخر، فنحن لدينا الكثير من الأمراض الوراثية والتنوع فيها، وهي اليوم موسوعة علمية يستطيع أن يعود إليها كل طبيب في العالم حيث ان أي مرض وراثي موجود لدى السعوديين نجده في الدول الأخرى.
الإيدز
قمت بإدخال علاج لمرضى الإيدز من خلال مغروسة متطورة داخل جسم زجاجي. فكيف تصفين تلك التجربة العلمية؟ وما أسباب انتشار المرض؟
ـ يعد الإيدز أحد أهم الأمراض التي تؤدي إلى ضعف البصر ومن ثم فقدانه، وتوجد حالات من المصابين بالإيدز في السعودية وبالذات لدى الأطفال الذين لديهم "الهيموفيليا" ونقل إليهم المرض عبر الدم غير المنقى قبل سنة الثمانين، أما بالنسبة للإصابات التي حدثت من خلال العلاقات الجنسية غير المسموحة أو المخدرات فهي حالات موجودة ولكنها قليلة جدا مقارنة بالغرب، كوننا دولة إسلامية ولله الحمد، فقد تخصصت في علاج حالات الإيدز لأنه مجال غير مرغوب فيه.
ما هي أصعب الحالات التي عالجتها من هذا النوع من الإصابة؟
ـ أذكر حالة شاب أصيب بالإيدز ولم يستجب لجميع الأدوية والحقن لعلاج إصابته التي أوشكت ان تصل إلى حالة فقدان البصر، فاستقبلنا حالته حيث كنا أول مستشفى على مستوى الشرق الأوسط يستخدم غرس جهاز متطور داخل العين، وأجرينا العملية، وتماثل المريض بالشفاء من العمى بعون من الله، حيث ان الجهاز عبارة عن قرص يوضع داخل شبكية العين للمريض بعد أن تفشل حالات علاجه بالأدوية والإبر التي كانت تعطى في عينيه مخافة تطور الإصابة، كما يخضع المريض للعلاج مدة 9 اشهر تقريبا حيث تفرز المغروسة المادة المضادة للإيدز.
إذن هناك علاقة وطيدة لفحص حالات الايدز من خلال العين؟
ـ بالتأكيد فعندما يصاب الشخص بالإيدز فالعين معرضة للإصابة، ومن خلال فحص العين نستطيع ان نكشف
المرض، وكثير من المصابين لا يعلمون أنهم مرضى بالإيدز سوى من خلال فحص العين، فالعين هي نافذة الجسم للأمراض المزمنة.
صورة المرأة
ما رأيك بمنتدى جدة الاقتصادي وأنت من المتابعين على حضوره؟
ـ المنتدى الاقتصادي بجدة يعكس صورة حضارية عن منتدى عالمي وقد شاركت فيه العام الماضي بورقة عمل ولكني هذا العام اقتصرت مشاركتي على طرح الأسئلة والإدلاء بالرأي.
كثيرات تشوبهن فكرة تحسين صورة المرأة العربية أمام الغرب في الوقت الذي لم تنل المرأة العربية حقوقها بعد؟
ـ للأسف الشديد المرأة العربية تجهل حقوقها فكيف لها أن تطالب بها، واعتقد أنها إذا علمت بحقوقها فسوف تستطيع ان تطالب بها وإن لم تطالب بها فلن تعطى لها، فالحقوق لا تعطى بل تؤخذ، فنحن عندما نحاول ان نحسن صورة المرأة السعودية ليس على أساس تزييف ولكن بالفعل لدى احتكاكي بنساء سعوديات عدة في مجالات مختلفة حققن مالم تحققه غيرهن من السيدات، فنحن ولله الحمد وصلنا لمناصب لم تصل إليها المرأة الغربية، ولكن مشكلتنا تكون في أننا دائما نقارن أنفسنا بالغير، فلا يمكن ان نقارن أنفسنا بالنساء الأمريكيات أو الأوروبيات أو غيرهن كوننا دولة مبكرة في مجال العمل وفي مجال التعليم، حيث لم يبدأ التعليم للمرأة السعودية سوى قبل 40 عاما، وأستطيع ان أقول ان جميع أمهاتنا نساء أميات ليس لأنهن لم يقبلن بالتعليم ولكن لعدم وجود المدارس في أزمنتهن، فعندما تكون الأم أمية ونحن أول جيل يتعلم وظهر منا بروفيسورات أطباء وسيدات أعمال أي اننا وصلنا، فلا توجد دولة في العالم تكون الأم أمية والجيل الذي يليها وصل إلى هذه المكانة، ونحن نعتبر متقدمين لكن إلى الآن نجد أن المرأة العربية وتحديداً السعودية تفتقد حقوقها لأنها لم تطالب بها ولأنها تجهل ما هي تلك الحقوق التي لها، وكثيرا ما أتأذى عندما اسمع ان المرأة تلوم الرجل، فأنا لا ألوم الرجل ولا ألوم الدولة بل ألوم المرأة نفسها إذا لم تطالب بحقوقها.
كونك سيدة هل واجهت صعوبات في تحقيق بعض المناصب؟
ـ بالتأكيد كأي سيدة سواء كانت سعودية أو سيدة أمريكية أو أوروبية، فالمرأة لا بد ان تعمل أكثر ما يقوم به الرجل لتصل، فبالطبع هناك صعوبات من الممكن ان تقف في طريقنا ولكن صعوباتنا كسيدات في السعودية ربما تكون اكثر من غيرنا لا سيما بحكم سيطرة العادات والتقاليد على مجتمعنا اكثر مما هو من ناحية دينية أو إسلامية، فالمرأة السعودية تجد صعوبة في تحقيق مكانتها ولكنها ما ان تبلغ المطاف وتصل إلى ما تصبو إليه ستحصل فيما بعد على التشجيع والمساندة من عائلتها وزوجها وأبنائها.
هل حصلت على الدعم والمساندة من زوجك؟
ـ بالتأكيد لقيت الدعم الكبير والمساندة من زوجي عبد الله الحمود العبيد الله، الموظف في القطاع الحكومي، وكثيرا ما يقال ان وراء كل رجل عظيم امرأة ولكني أؤمن دوما بأن "وراء كل امرأة ناجحة رجل عظيم" ومن الملاحظ ان وصف الكلمة بالعظيم دوما ما تلحق بالرجل في كلا المعنيين لعظم المهمة التي يقف بها إلى جانب المرأة، وفي بداية الأمر كان والدي العزيز السند الكبير لي وبعد ان تزوجت أستطيع ان أقول لك ان %50 من الدعم حصلت عليه من زوجي الكريم أبو مشعل، والد كل من مشعل ونايف وهالة.
جميل ان يكون الزوج مساندا لزوجته وهل تعتبرين مساندته دعما للمرأة بشكل عام؟
ـ بالتأكيد، واعتبر ان نجاح المرأة أو فشلها يكون بسبب الرجل سواء كان الأب أم الأخ في بداية الأمر، وبالمطاف الأخير الزوج، ولولا وقوف الزوج مع المرأة لما استطاعت الوصول لمطالبها، فكوني أما لأطفال وزوجة فكثير من الأحيان التي يعترضني فيها السفر إلى مؤتمرات مختلفة يساهم زوجي في توفير الدعم لتسهيل أعمالي ودون هذا الدعم ما كنت استطعت ان اترك الأبناء وهم في عمر حساس في طور المراهقة ويحتاجون لمزيد من الاهتمام.
هل يأخذ العمل من مسؤولياتك تجاه العائلة؟
ـ يأخذ العمل كثيرا من وقتي، ودائما أقول ان الإنسان إذا نظم نفسه ويومه يستطيع العمل بأمان، فأنا من النوع الذي يعمل في اليوم بما لا يقل عن 15 ساعة، واعتبر نفسي من النساء المدمنات على العمل، واتبع نظام تقسيم الوقت وأحاول أن أكون في لقاء أبنائي عند عودتهم من المدرسة، وان أكون متواجدة بينهم إلى ساعات نومهم، وبعد ذلك اذهب إلى عيادتي الخاصة كوني اعمل في الصباح مع مستشفى التخصصي ومركز الأبحاث وفي المساء في عيادة جراحة وطب العيون التابعة لي.
ماذا ينقص المرأة السعودية؟
ـ المرأة السعودية قطعت مالم تقطعه غيرها من النساء في العالم، ولكنها قد تفتقد المساندة والدعم من ذويها فإذا حصلت على التشجيع فهي تستطيع ان تقدم الكثير، ولكنها أحيانا تكون مقيدة بالرجل فإذا منحها الرجل المساندة فهي تستطيع ان تعطي الأكثر.
ما رأيك بالفتاة السعودية؟ وما النصيحة التي تقدمينها إليها؟
ـ دائما أقول للفتاة اجعلي نظرتك مليئة بالتفاؤل ولو أنني أذكر حجم الصعوبات التي وقفت أمامي لكنت ملأت بها الصفحات ولكنها لم توقفني بل دفعتني للأمام وأعطتني حافزاً قوياً للمواصلة، وعلى الفتاة ان تقف أمام التحديات وان لا تحارب من حولها بل تكافح ما بداخلها.
تحياتي لكن يا أخواتي،،،
أخوكن: الأيام
منتدى تـاروت الثقـافي
بستان الفكر والمعرفة